تفسير التبيان ج1
لان المصلي متعرض لا ستنجاح طلبته من ثواب الله ونعمه مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته وأما الرزق فهو ماللحي الانتفاع به على وجه لا يكون لاحد منعه منه وهذا لا يطلق إلا فيما هو حلال فأما الحرام فلا يكون رزقا لانه ممنوع منه بالنهي ولصاحبه أيضا منعه منه ولانه أيضا مدحهم بالانفاق مما رزقهم والمغصوب والحرام يستحق الذم على إنفاقه فلا يجوز أن يكون رزقا وقوله (ومما رزقناهم ينفقون) حكي عن ابن عباس انها الزكاة المفروضة يؤتيها احتسابا وحكي عن ابن مسعود أنها نفقة الرجل على أهله لان الآية نزلت قبل وجوب الزكاة .
وقال الضحاك: هو التطوع بالنفقة فيما قرب من الله والاولى حمل الآية على عمومها فيمن أخرج الزكاة الواجبة والنفقات الواجبة وتطوع بالخيرات وأصل الرزق الحظ لقوله: "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون "(1): أي حظكم وما جعله حظا لهم فهو رزقهم والانفاق أصله الاخراج ومنه قيل: نفقت الدابة إذا خرجت روحها والنافقاء جحر اليربوع من ذلك لانه يخرج منها ومنه النفاق لانه يخرج إلى المؤمن بالايمان والى الكافر بالكفر.
قوله تعالى: والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
وبالاخرة هم يوقنون(4)
آية
القراءة: لا يمد القراء الالف من ما إلا حمزة فانه مدها وقد لحن في ذلك وكان
---
(1) سورة الواقعة آية 82.
পৃষ্ঠা ৫৬