تفسير التبيان ج1
ألا يا شعيب قد نطقت مقالة
سببت بها عمروا وأوحى بني عمرو
ملوك بي حطي وهواز منهم
وسعفص أهل للمكارم والفخر
هم صبحوا أهل الحجاز بغارة
لميل شعاع الشمس أو مطلع الفجر
وروي عن ابن عباس ان لابي جاد حديثا عجيبا ابي: آدم جد في اكل الشجرة " وهواز: فزل آدم فهوى من السماء إلى الارض واما حطي فحطت عنه خطيئته واما كلمن فأكل من الشجرة ومن عليه بالتوبة وسعفص: وعصى آدم فاخرج من النعيم إلى الكبد(1) وقرشيات: اقر بالذنب فسلم من العقوبة وهذا خبر ضعيف يتضمن وصف آدم وهو نبي بما لا يليق به.
وقال قوم: انها حروف من أسماء الله وروي ذلك عن معاوية بن قرة
عن النبي صلى الله عليه وآله.
" ذلك الكتاب "
هذه لفظة يشاربها إلى ما قرب وذلك إلى ما بعد وذاك إلى ما بينهما ويحتمل أن يكون معنى ذلك ههنا هذا على قول عكرمة وجماعة من أهل العربية كالاخفش وأبي عبيدة وغيرهما قال:
أقول له والرمح يأطر(2) متنه
تأمل خفافا انني أنا ذلكا
أي انني انا هذا.
وقال تعالى ذلك عالم الغيب والشهادة وهو موجود في الحال وانما جاز أن يستعمل هذا وهي اشارة إلى حاضر بمعنى ذلك وهي اشارة إلى غايب لانه كالحاضر عند الغايب ألا ترى ان الرجل يحدث حديثا فيقول السامع هذا كما قلت وربما قال ان ذلك كما قلت وانما جاز ذلك لقرب جوابه من كلام المخبر وكذلك لما قال تعالى (آلم) وذكرنا معنى ذلك قال لنبيه: يا محمد هذا الذي ذكرته وبينته ذلك الكتاب فلذلك حسن وضع ذلك في مكان هذا إلا أنه اشارة إلى ما مضى.
وقال قوم: ان معناه ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى وعيسى كما قال الذين اتيناهم الكتاب
---
(1) الكبد: الشدة.
(2) في الطبعة الايرانية (ناظر) والصحيح ما ذكرناه كما في الاغاني تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ৫০