تفسير التبيان ج1
المقشقشتان أي تبرءان من النفاق وكما سميت الحمد أم القرآن وفاتحة الكتاب ولا يلزم أن لا تشترك سورتان أو ثلاث في إسم واحد وذلك أنه كما يشترك جماعة من الناس في إسم واحد فاذا اريد التمييز زيد في صفته وكذلك اذا أرادوا تمييز السورة قالوا: الم ذلك الم الله الم وغير ذلك وليس لاحد أن يقول: كيف تكون أسماء للسور والاسم غير المسمى فكان يجب ألا تكون هذه الحروف من السورة وذلك خلاف الاجماع قيل: لايمتنع أن يسمى الشئ ببعض ما فيه ألا ترى انهم قالوا: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة ولا خلاف انها اسماء للسور وان كانت بعضا للسور ومن فرق بين الاشخاص وغيرها في هذا المعنى : فاوجب في الاشخاص أن يكون الاسم غير المسمى ولم يوجب في غيرها فقد أبعد لانه لا فرق بين الموضعين على ما مضى القول فيه ولا يلزم أن تسمى كل سورة بمثل ذلك لان المصلحة في ذلك معتبرة وقد سمى الله كل سورة بتسمية تخصها وإن لم تكن من هذا الجنس كما انه لما سمى الحمد باسمائها لم يلزم ذلك في كل سورة وقيل انها أوائل أسماء يعلم النبي صلى الله عليه وآله تمامها والغرض بها نحو ما رويناه عن ابن عباس كما قال الشاعر: سألتها الوصل فقالت: قاف يعني: وقفت وقال آخر: بالخير خيرات وإن شرافا يريد: فشرا وقال آخر: ولا أريد الشر إلا أن تا يعني: إلا أن تشاء وقال آخر:
ما للظليم(1) عال(2) كيف لا يا
ينقد عنه جلده اذا يا
---
(1) الظليم: ذكر النعام.
(2) عال: دعاء عليه من قولهم: عال عوله أي ثكلته أمه فاختصر في الطبعة الايرانية " غال " بدل " عال " و" ينقل " بدل " ينقد " و" جلد " بدل " جلده " والصحيح ما ذكرناه.
পৃষ্ঠা ৪৮