قوله: إهدنا الصراط المستقيم
القراءة: قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد عن قنبل والكسائي من طريق ابن حمدون ويعقوب من طريق رويس(1) بالسين وكذلك في سراط في جميع القرآن الباقون بالصاد واشم الصاد زايا حمزة في الموضوعين خاصة في رواية علي بن سالم وفي رواية الدوري وخلاد اشمامها الزاي ما كان فيه الف ولام واما الصاد اذا سكنت وكان بعدها دال نحو: يصدر وفاصدع ويصدفون فاشم الصاد الزاي حيث وقع حمزة والكسائى وخلف ورويس.
الاعراب (اهدنا): مبني على الوقف لانه امر والهمزة مكسورة لان ثالث المضارع منه مكسور في نحو يهدي وموضع النون والالف من اهدنا نصب لانه مفعول به الصراط منصوب لانه مفعول ثان فمن قرأ بالسين فلانه الاصل من غير سبب يمنع منه ومن قرأ باشمام الزاي فللمؤاخاة بين السين والطاء بحرف مجهور من مخرج السين وهو الزاء من غير ابطال للاصل ومن قرأ بالصاد بين الصاد والطاء بالاستعلاء والاطباق والقراءة بالصاد احسن لان فيها جمعا بين المتشاكلين في المسموع اللغة والتفسير ومعنى اهدنا يحتمل امرين: احدهما - ارشدنا كما قال طرفة
للفتى عقل يعيش به
حيث يهدي ساقه قدمه
والثاني - وفقنا كما قال الشاعر:
فلا تعجلن هداك المليك
فان لكل مقام مقالا
أي وفقك والآية تدل على بطلان قول من يقول: لايجوز الدعاء بأن يفعل الله ما يعلم أنه يفعله لانه عبث لان النبي صلى الله عليه وآله كان عالما بأن الله يهديه الصراط
---
(1) الصحيح: أويس تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ৩৯