تفسير التبيان ج1
على ما يملك وقال بعضهم: ان مالك أبلغ في المدح للخالق من ملك وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك لان مالك من المخلوقين قد يكون غير ملك واذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا والاقوى أن يكون مالك أبلغ في المدح فيه تعالى لانه ينفرد بالملك ويملك جميع الاشياء فكان أبلغ وقوله تعالى: " يوم الدين "
الاعراب: مجرور بالاضافة قي القراءتين معا، وهو من باب يا سارق الليلة أهل الدار اتسع في الظرف فنصب نصب المفعول به ثم اضيف على هذا الحد وليس ذلك مثل قوله: (وعنده علم الساعة) مفعول بها(1) على الحقيقة ولا أن جعل الظرف مفعولا على السعة لان الظرف اذا جعل مفعولا على السعة فمعناه معنى الظرف ولو جعل ظرفا لكان المعنى: يعلم في الساعة وذلك لا يجوز لانه تعالى يعلم في كل وقت والمعنى: انه يعلم الساعة أي يعرفها ومن نصب انما هرب ان يخرج من خطاب الغائب إلى المواجه في قوله " اياك نعبد واياك نستعين " وليس ذلك ببديع لانه مستعمل في القرآن وفى الشعر قال الله تعالى: " حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم "(2) فعدل عن خطاب المواجه إلى الكنانة عن الغائب وقال الشاعر:
كذبتم وبيت الله لاتنكحونها
بني شاب قرناها تصر(3) وتحلب
وقال ابوكثير الهلالي:
يالهف نفسي كان جدة خالد
وبياض وجهك للتراب الاعفر
وقال لبيد بن ربيعة:
قامت(4) تشكي الي النفس مجهشة(5)
وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
فرجع إلى مخاطبة نفسه وقد تقدم الاخبار عنها
---
(1) به.
(2) سورة يونس: آية 22.
(3) صر الناقة يصرها - بالضم - صراشد ضرعها - القاموس القرن: الضفيرة.
(4) باتت.
(5) موهنة - العقد الفريد مجهشة - لسان العرب تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ৩৪