تفسير التبيان ج1
اهل ايلة: قرية على شاطئ البحر. وروي ذلك عن ابي جعفر " ع ".
وقوله: " نكالا " قال ابن عباس: عقوبة. وقال غيره: ينكل بها من يراها.
وقيل: انها شهرة، لان النكال: الاشتهار بالفضيحة، ذكر ذلك الجبائي. وليس بمعروف.
والنكال الارهاب للغير واصله المنع، لانه مأخوذ من النكل وهو القيد، وهو ايضا اللجام وكلاهما مانع.
وقوله: " لما بين يديها وما خلفها ".
روي عن عكرمة عن ابن عباس: انه اراد ما بين يديها وما خلفها من القرى.
وروي عن الضحاك عن ابن عباس انه: اراد ما بين يديها يعني: من بعدهم من الامم.
وما خلفها الذين كانوا معهم باقين.
وقال السدي (ما بين يديها): من ذنوبها (وما خلفها) يعني: عبرة لمن يأتي بعدهم من الامم.
وقال قتادة (لما بين يديها) ذنوبها (وما خلفها): عبرة لمن يأتي خلفهم: بعدهم من الامم وقال قتادة لما بين يديها ذنوب القوم وما خلفها الحيتان التي اصابوها وقال مجاهد: ما بين يديها ما مضى من خطاياهم.
وما خلفها من خطاياهم: التي اهلكوا بها (وموعظة للمتقين). خص المتقين بها - وان كانت موعظة لغيرهم -، لانتفاع المتقين بها دون الكافرين. كما قلناه في غيره. كقوله: " هدى للمتقين ".
واصل النكال العقوبة تقول: نكل فلان ينكل تنكلا ونكالا قال عدي بن زيد:
لا يسخط المليك ما يصنع العب_
- د ولا في نكاله تنكير(1)
واقوى التأويلات ما رواه الضحاك عن ابن عباس: من انها كناية عن العقوبة والمسخة التي مسخها القوم، لان في ذلك اشارة إلى العقوبة التي حلت بالقوم - وان كانت باقي الاقوال ايضا جائزة.
---
(1) يقول: لا يغضب الملك ما يسع عبده من العفو والصفح، وان عاقب فما في عقوبته ما يستنكر..
পৃষ্ঠা ২৮৯