تفسير التبيان ج1
يقولون: رأى، ثم يقولون يرى بلا همز وذلك كثير وقد جاء مهموزا في واحده قال الشاعر:
فلست بأنسي ولكن ملاكا
تنزل من جو السماء يصوب(1)
وقد يقال في واحدهم مألك: مثل قولهم: جبذ وجذب فيقلبونه، وشأمل وشمأل ومن قال: مألك يجمعه ملائك بلا هاء مثل اشعث واشاعث قال أمية ابن ابي الصلت:
وفيها من عباد الله قوم
ملائك ذللوا وهم صعاب(2)
واصل الملاك(3) الرسالة قال عدي بن زيد العبادي:
ابلغ النعمان عني ملاكا
أنه قد طال حبسي وانتظاري(4)
وقد ينشد ملاكا ومألكا على اللغة الاخرى.
فمن قال: ملاكا فهو مفعل من لاك اليه يليك إذا أرسل اليه رسالة: ومن قال مألكا فهو مفعل من ألكت اليه إلاكة اذا ارسلت اليه مألكة والوكا وكما قال لبيد بن ربيعة:
وغلام ارسلته امه
بالوك فبذلنا ما سأل
وهذا من الكت ويقال: لاك يلاك والك يألك اذا أرسل قال عبد بني الحسحاس(5):
ألكني اليها عمرك الله يافتى
بآية ماجاءت الينا تهاديا(6)
يعني أبلغها رسالتي فسميت الملائكة ملائكة بالرسالة، لانها رسل الله بينه وبين انبيائه، ومن أرسل من عباده هذا عند من يقول: إن جميع الملائكة رسل فاما ما يذهب اليه اصحابنا أن فيهم رسلا وفيهم من ليس برسل، فلا يكون الاسم
---
(1) البيت منسوب لعلقمة بن عبدة وليس في ديوانه وهو من ابيات سيبوبه وفى اللسان " ألك ".
(2) ديوانه ذللوا: من الذل.
(3) في المطبوعة " ملك " وصححت؟ ب_" مألك ".
(4) الاغاني والعقد الفريد بعد البيت وهو متمم له:
لو بغير الماء حلقي شرق
كنت كالغصان بالماء اعتصاري
(5) في المطبوعة عبيد بن الحسحاس.
(6) الكني اليها: ابلغها رسالة مني ديوان سحيم عبد بني الحسحاس تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ১২৮