يفهم من التملق أنه في حد ذاته تصرف مشين، ولكنه يعود بالنفع على المتملق. أما المتملق (نفسه) فهو ذلك الشخص الذي: (2)
يصحب إنسانا (أثناء سيره) ويقول: «هل تلاحظ كيف يتطلع الناس إليك؟ إن هذا لا يحدث لأحد غيرك في المدينة. لقد أثنوا عليك بالأمس في القاعة.» إذ تجمع هناك أكثر من ثلاثين شخصا، وتطرق الحديث بينهم إلى السؤال عن أفضل المواطنين، فأجمع الكل منذ البداية «عليه» و«على اسمه». (3)
ومع استطراده في هذا الكلام يلتقط خيطا (لمحه) على ثوب «الآخر»، أو ينتزع قشة ألقتها الريح في شعره بينما يقول ضاحكا: «لأني لم أرك لمدة يومين امتلأت ذقنك بالشعر الأبيض، ومع ذلك فما زلت بالرغم من سنك تفوق أي شخص آخر في الاحتفاظ بالشعر الأسود.» (4)
وعندما يقول «هو» شيئا، فإنه يأمر الآخرين بأن يسكتوا، ويقرظه ويثني عليه عندما «يلاحظ» «أنه» يسمعه، ويعقب بقوله «هذا صحيح» عندما ينهي كلامه، ويضحك على مزحة باردة (أو هزيلة) يطلقها ويحشر طرف ثوبه في فمه ، وكأنه لا يستطيع أن يمسك نفسه من الضحك. (5)
ويطلب من المارة أن ينتظروا حتى يعبر «هو» الطريق. (6)
ويشتري التفاح والكمثرى للأطفال ويأخذها معه، ويهديها لهم عندما يرى «هو» ذلك، ثم يقبلهم قائلا: «أبوكم رائع يا صغار.» (7)
وحين يصحبه لشراء أحذية يقول إن «قدمه» أبدع من الحذاء. (8)
وإذا ذهب «هو» لزيارة بعض أصدقائه سبقه إليهم وقال (للواحد منهم): «إنه قادم لزيارتك.» ثم يستدير إليه قائلا: «لقد بلغتك!» (9)
ومن عادته بطبيعة الحال أن يذهب إلى سوق النساء - ليتسوق من هناك - وهو لاهث الأنفاس. (10)
وعندما يحضر مأدبة غداء (أو عشاء) يكون أول من يثني على النبيذ، ويظل يردد باستمرار: «ما ألذ طعامك!» ثم يقول وهو يلتقط شيئا من المائدة: «ما أطيب هذا!» كذلك يسأله (أي يسأل صديقه أو سيده) إن كان يشعر بالبرد، وهل يحب أن يضع عليه شيئا ويلفه بغطاء. وفي أثناء ذلك ينحني عليه ويهمس بشيء في أذنه، كما يحرص على التطلع «إليه» أثناء انشغاله بالكلام مع ضيوفه. (11)
অজানা পৃষ্ঠা