وضحك يسري ونادية، وارتج على خيري لحظات، فقد كان غارقا في تلك الآونة يفكر في شأنه وشأن وفية، وقد أخذت بمجامع نفسه أفكار تتأرجح بين اليأس القاتل والأمل الواهن لا يكاد يبين. وأدركت الأم بحاستها ما يفكر فيه. أدركته بهذه الضحكة المضطربة التي أطلقها تعليقا على سؤالها. وأرادت أن تتأكد مما أدركت، فالتفتت إلى يسري تسأله: هيه يا يسري، ألم تذهب اليوم إلى بيت عمك عزت؟
وكانت عيناها ترقبان خيري، فرأته يفيق تماما إلى اسم البيت الذي ذكر أمامه.
وقالت نادية وكأنما تذكرت شيئا: قل لي يا يسري، لماذا تذهب وحدك إلى بيت عمي عزت؟ لم لا تأخذني معك لألعب مع فايزة؟
وقال يسري: يا عبيطة، وهل ألعب معها؟ إني ألاعبها، أرسم لها وأصنع لها البيوت. أتعرفين أنت كيف تلاعبينها؟ إنك ستتكلمين وتتكلمين وتجعلينها تبكي لأنها لا تسمعك.
وقال خيري: والله فيك الخير يا يسري. وماذا تصنع لها أيضا؟ - ألاعبها، أظل أنا ودولت نلاعبها، وأحيانا تطلب دولت إلي أن أبقى معها وتتركنا هي لتستريح.
وقال خيري في خبث: هيه؟ - هيه ماذا؟! - أهي دولت؟!
وقال يسري في لعثمة وسرعة: مالها دولت؟ - لا، لا شيء، ولكنك قلت لي إنها حلوة ولطيفة.
واحمر وجهه خجلا وهو يقول: وماله؟
وأغرقت سميرة هانم في الضحك وهي تقول: وكيف عرفت أنها حلوة ولطيفة يا سي يسري؟!
وقال يسري في غضب: وهل أنا عيل؟! - لا، العفو. - والله لأتركنكم، لن أقعد معكم.
অজানা পৃষ্ঠা