السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
প্রকাশক
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٢٤هـ
প্রকাশনার বছর
٢٠٠٤م
জনগুলি
وعلى الجملة:
فإن سكان المدينة بعد الهجرة كانوا مكونين من الفئات التالية:
الفئة الأولى: الأنصار: وهم أهل المدينة الذين آمنوا برسول الله ﷺ ودخلوا في الإسلام، وأساس الأنصار قبيلتا الأوس والخزرج.
الفئة الثانية: المهاجرون: وهم أهل مكة الذين هاجروا بدينهم إلى المدينة ومن لحق بهم من القبائل.
الفئة الثالثة: اليهود وقبائلهم الرئيسية بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة.
ومع هذه الفئات الثلاث وجد أفراد في المدينة تابعون لهذا الفريق أو ذاك، ولهم مذهبهم الخاص واتجاههم المستقل، ومنهم كان المشركون والمنافقون.
ولم تكن العلاقات بين هذه الفئات طيبة؛ لأن اليهود نظروا إلى الإسلام نظرة حقد وحسد، وأملوا في إثارة العرب ضده، وكانوا يكرهون رسول الله ﷺ، ويتمنون القضاء عليه، وعلى دينه.
نظر اليهود إلى الإسلام، ورأوه دعوة صالحة تؤلف بين أشتات القلوب، وتطفئ نار العداوة والبغضاء، وتدعو إلى التزام الأمانة في الشئون كلها، وإلى التقييد بأكل الحلال من طيب الأموال، ولهذا تآمروا عليه.
خاف اليهود من تآلف العرب، والتخلص من سيطرتهم الاقتصادية، الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل نشاط اليهود التجاري، وحرمانهم من أموال الربا التي تدير رحى ثروتهم، ويحتمل أن تتيقظ تلك القبائل فتفكر في الأموال الربوية التي أخذها اليهود، فتقوم بإرجاع أرضها وحوائطها التي أضاعتها في تأدية الربا إلى اليهود.
كان اليهود يدخلون كل ذلك في حسابهم منذ عرفوا أن دعوة الإسلام تحاول الاستقرار في يثرب، ولذلك كانوا يبطنون أشد العداوة ضد الإسلام، وضد رسول الله ﷺ منذ أن دخل يثرب، وإن كانوا لم يتجاسروا على إظهارها إلا بعد حين.
يظهر ذلك جليًا بما رواه ابن إسحاق عن أم المؤمنين صفية ﵂ أنها قالت: كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولد لهما
1 / 37