The Hereafter - Omar Abdelkafy
الدار الآخرة - عمر عبد الكافي
জনগুলি
الكذب
من موجبات عذاب القبر الكذب، والكذب عند الله لون واحد، وهو ألوان عند المصريين المسلمين، فقد صيروا للكذب ألوانًا، والمجتمع كله قائم على الكذب للأسف، وفي الحديث: (أيكون المؤمن كذابًا يا رسول الله؟! قال: كلا)، فالمؤمن قد يكون جبانًا وبخيلًا، ولكنه لا يكذب، والكذب أم الكبائر مع الخمر، والكذاب لا يزال يكذب ويكذب حتى يكذب على نفسه، ثم يكذب على الله ﷿.
اللهم اجعلنا من الصادقين يا رب! وكان الحسن البصري عندما يقرأ قول الله ﷿: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾ [الأحزاب:٨] يقول: يأتي ربنا بالصادق يوم القيامة ويسأله عن صدقه، فيقول: يا رب! سوف تسأل الصادقين عن صدقهم فما بالنا نحن أهل الكذب؟ والحسن هو رضيع أم سلمة، وتلميذ علي بن أبي طالب وابن مسعود ﵄.
والصدق للأسف يظن الناس أنه ليس فيه نجاة، وأن الكذب فيه نجاة، فتكذب المرأة على زوجها إذا أمرها بعدم الخروج من البيت من غير إذن، وتقول لك: أصلًا يا أستاذ! لو صدقت فسوف يطلقني ويخرب البيت، فأنا أكذب، فيقول لها الزوج: احلفي، فتضع يدها على المصحف وتقول: أقسم بالله العظيم وحق هذا المصحف أنني لم أخرج، وهي قد خرجت، فهذا يمين غموس يغمس صاحبه في النار يوم القيامة، وليس له كفارة إلا التوبة؛ لأنها تحلف وهي مقتنعة أنها كاذبة، والعياذ بالله رب العالمين.
والكذب لا ينجي، والصدق هو الذي ينجي، فإن ظننت أن الصدق فيه الهلكة فإيمانك ضعيف، والمؤمن صادق لا يعرف الكذب.
5 / 4