القول المبين في سيرة سيد المرسلين
القول المبين في سيرة سيد المرسلين
প্রকাশক
دار الندوة الجديدة بيروت
প্রকাশনার স্থান
لبنان
জনগুলি
وإذا كانت الريح قد حملت ميكروب الجدري فلماذا هلك الأحباش وحدهم، ولم يهلك معهم العرب؟.
وإذا كان حادث الفيل قد وقع عام ميلاد الرسول ﷺ فمن المعقول١ أن "سورة الفيل" قد نزلت على الرسول ﷺ في وقت كان يعيش فيه من أهل مكة أناس رأوا حادث الفيل بأعينهم، وبعضهم من أعداء الرسول ﷺ فلو لم تكن الطيور طيورًا حقيقية والحجارة حجارة حقيقية لظهر من العرب من يسارع إلى تكذيب هذه السورة، ويعلن ذلك على رءوس الأشهاد وينتهزها فرصة في الكيد لمحمد ﷺ والطعن عليه.
ولكن الواقع أن "سورة الفيل" قد نزلت، فتلقاها العرب بالقبول؛ لأنها تقرر حقيقة معروفة عندهم لا شك فيها ولا يجرؤ أحد على إنكارها.
وعلى هذا، فالطير الأبابيل، هي الطيور الحقيقية المعروفة لدى العرب، ولعلها غارات جوية وقعت في هذا العالم قبل الأوان، ولم يصنعها إنسان ليبطش بأخيه الإنسان، ولكن صنعها القهار ليكبح بها جماح الظلم والعدوان.
ولقد سجل العرب في شعرهم هذا الحادث العجيب، وتغنوا به أمام العصور والأجيال، ومن ذلك قول نفيل بن حبيب٢ يصور ما وقع للأحباش في ذلك اليوم:
_________
١ بل من المؤكد، وحتى لو لم يبق أحد ممن عاين الواقعة، كان يمكن أن يجابه بالتكذيب من أبناء من شهد؛ لأن هذا من غير شك يكون راسخًا عندهم عن طريق التواتر.
والعرب ناقشت وراجعت النبي ﷺ فيما ليس لهم به علم، أفلا يراجعوا له فيما علموا، وانظر الآتي.
٢ الماضي ذكره، انظر قبل قليل.
1 / 26