وهي أن وجوب الدعاء إلى الإسلام لا تسقطه أذية الكافر في حق الأنبياء.
وأما في حق الأئمة, وسائر المؤمنين : فإذا دعا المؤمن كافر أو عرف أنه يؤذيه بالسب: فالمنصور بالله ذكر أن المضرة لا تسقط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما يسقط ذلك الإجحاف.
وذكر أبوطالب مسألة :وهي أن من عرف أنه إذا كسر الطنبور قذف لم يكسره؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة القبيح، والظاهر من عادة المسلمين الصبر على الأذى، وأن لا يعدوا هذا مانعا.
وأما الوجوب (1) ..........
نكتة من الكشاق: قال في الحديث عن النبي أنه قال: ((من آذى جاره ورثه الله داره)).
قال جار الله -رحمه الله-: ولقد عاينت هذا في مدة قريبة ، كان لي خال يظلمه عظيم القرية التي أنا فيها، ويؤذيني فيه، فمات ذلك العظيم، وملكني الله ضيعته، فنظرت يوما إلى أبناء خالي يترددون فيها ويدخلون في دورها ويخرجون ويأمرون وينهون فذكرت قول رسول الله وحدثتهم به، وسجدنا شكرا لله تعالى.
قوله تعالى:
{مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء}
قيل: أعمال القرب؛ لأنها محيطة :عن الأصم ,وغيره.
وقيل: عبادتهم للأصنام ظنا أن ذلك ينفعهم،: عن ابن عباس.
قال جار الله: هي المكارم التي كانت لهم : من صلة الأرحام وعتق الرقاب، وفداء الأسارى، وعقر الإبل للأضياف، وإغاثة الملهوف، والإجارة وغير ذلك.
وثمرة الآية:
أن قرب الكافر غير صحيحة، فلا يصح وقفه, ولا تسبيله مسجدا,ولا نذرة ؛ لأن الله سبحانه شبه أعمالهم بما لا ينفع.
ثم قال تعالى:{لا يقدرون مما كسبوا على شيء} قيل: المراد لا يرون له يوم القيامة ثوابا كما لا يقدرون من الرماد المطير في الريح على شيء .
পৃষ্ঠা ১০২