شاورني هارون الرشيد في ثلاث, في أن يعلق ((الموطأ)) في الكعبة, ويحمل الناس على ما فيه, وفي أن ينقض منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجعله من جوهر وذهب وفضة, وفي أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماما يصلي في مسجد رسول - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا أمير المؤمنين, أما تعليق ((الموطأ)) في الكعبة فإن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في الفروع, وتفرقوا في الآفاق, وكل عند نفسه مصيب, وأما نقض منبر رسول - صلى الله عليه وسلم - واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة, فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي - صلى الله عليه وسلم - , وأما تقدمتك نافعا إماما يصلي بالناس في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فإن نافعا إمام في القراءة, لا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب فتحفظ عليه , قال: وفقك الله يا أبا عبد الله.(1)
- وأخرج الخطيب في (( رواة مالك)) عن إسماعيل بن أبي المجالد قال:
قال هارون الرشيد لمالك: يا أبا عبد الله, نكتب هذه الكتب, ونفرقها في آفاق الإسلام,فنحمل هذه الأمة على ما فيها,قال: يا أمير المؤمنين ورضي الله عنك,إن اختلاف العلماء رحمة من الله على هذه الأمة ,كل يتبع ما صح عنده, وكل على هدى, وكل يريد الله.
- وأخرج : عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون, قال:
كنا نجالس ربيعة, فلما اعتزل مالك ولزم بيته, بلغنا أنه يضع شيئا من الكتب, فكنت إذا لقيته أمزح معه, فأقول: قد خلا لك الجو, قال: فوالله ما زال يوما بيوم يعلو, ويعلو أمره وذكره, وساد ورأس.
- وأخرج الخطيب : عن أبي سفيان العمري قال:
لما كتب مالك ((الموطأ)) أرانيه, فجعل يعرضه علي , ويقول:قلت في كسوة المسكين في كفارة اليمي,ن عن كان رجلا كساه ثوبا أو ما يصلى فيه, وإن كانت امرأة كساها قميصا ومقنعة, أليس هذا حسنا ؟
- وأخرج الخطيب : عن أبي بكر بن أبي بكر الزبيري قال:
لما قدم الرشيد استقبله الناس مشاة, واستقبله مالك في محمل, فقال له: مرحبا بك يا أبا عبد الله, وردت علينا كتبك, فأمرنا فتياننا بالنظر فيها, إلا أنا لم نر فيها ذكرا لعلي وابن عباس, فقال: لم يكونا ببلدي, ولم ألق رجالهما
- وقال القاضي الفاضل في بعض ((رسائله)) :
পৃষ্ঠা ৭৭