قال هارون الرشيد لمالك : أريد أن اسمع منك ((الموطأ)), فقال:نعم يا أمير المؤمنين فقال:متى ؟,قال مالك: غدا فجلس هارون ينتظر[ ه ], وجلس مالك في بيته ينتظر[ ه ], فلما أبطأ عليه أرسل إليه[ هارون ] فدعاه, فقال: يا أبا عبد الله,ما زلت أنتظرك مند اليوم, فقال مالك: وأنا أيضا يا أمير المؤمنين لم أزل أنتظرك منذ اليوم, إن العلم يؤتى ولا يأتي, وإن ابن عمك هو الذي جاء بالعلم - صلى الله عليه وسلم -, فإن رفعتموه ارتفع, وإن وضعتموه اتضع. (1) - وقال: حدثنا الحسن بن علي بن شيبان بن عمر بن محمد بن عراك قالا: حدثنا أحمد بن مروان, حدثنا عمير بن مرداس الدرقي , والنضر بن عبد الله الحارثي قالا : حدثنا العثماني القاضي , وعبد الله بن رافع قالا: قدم هارون الرشيد المدينة, فوجه البرمكي إلى مالك, وقال له: احمل إلي الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك, فقال للبرمكي: اقرأه السلام, وقل له: إن العلم يزار ولا يزور, وإن العلم يؤتى به ولا يأتي,فرجع البرمكي إلى هارون,فقال له: يا أمير المؤمنين, يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك في أمر فخالفك, اعزم عليه حتى يأتيك, فإذا بمالك قد دخل عليه وليس معه كتاب, وأتاه مسلما,فقال:يا أمير المؤمنين, إن الله جعلك في هذا الموضع بعلمك,فلا تكن أنت أول من يضع العلم فيضعك الله, ولقد رأيت من ليس هو في حسبك ولا في أبهتك يعز هذا العلم ويجله, فأنت أحرى أن تجل وتعز علم ابن عمك, ولم يزل يعدد عليه من ذلك حتى بكى هارون.
ثم قال: أخبرني الزهري,عن خارجة بن زيد قال:قال لي زيد بن ثابت:
كنت بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في آية { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون...} (النساء:95) وابن مكتوم عند فقال: يا رسول الله قد أنزل الله من فضل الجهاد ما أنزل, وأنا رجل ضرير فهل لي من رخصة ؟
পৃষ্ঠা ৭৪