قال: وكان مالك يجلس في منزله على ضجاع له, ونمارق مطرحة يمنة ويسرة في سائر البيت لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس, وكان مجلسه مجلس وقار وحلم, وكان مالك رجلا مهيبا نبيلا, ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت, وكان الغرباء يسألونه عن الحديث, ولا يجيب إلا الحديث بعد الحديث, وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه, يقال له حبيب, يقرأ للجماعة فليس أحد ممن يحضره يدنو ولا ينظر في كتابه, ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا, وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك, وكان ذلك قليلا .(1)
- وأخرج أبو نعيم في ((الحلية)) : عن أبى داود قال:
ضرب جعفر بن سليمان مالك بن أنس في طلاق المكره,قال ابن وهب : وحمل على بعير فقال: ألا من عرفني فقد عرفني, ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي, وأنا أقول: طلاق المكره ليس بشئ,فبلغ جعفر بن أبي سليمان أنه ينادى على نفسه بذلك, فقال: أدركوه أنزلوه . (2)
- وأخرج الخطيب : عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام قال:
قال لي مالك: اعتزلت أنت وعبد الله بن عبد العزيز, قلت: نعم,قال: عجلتم,ليس هذا أوانه,قال: ثم لقيت مالكا بعد عشر سنين, قال: يا أبا محمد اعتزلتم,قلت: نعم, قال: هذا أوانه, فلزم مالك بيته واعتزل
- وأخرج أبو نعيم في ((الحلية)): عن الحارث بن مسكين, عن عمرو بن يزيد - شيخ من أهل مصر, صديق لمالك بن أنس- قال:
قلت لمالك: يا أبا عبد الله, يأتيك ناس من بلدان شتى, قد أنضوا مطاياهم, وأنفقوا نفقاتهم, يسألونك عما جعل الله عندك من العلم, تقول: لا أدري, فقال:يا عبد الله, يأتيني الشامي من شامه, والعراقي من عراقه, والمصري من مصره, فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي ما أجيب به, فأين أجدهم ؟
قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك [ فبكى, ثم قال: والله ما أقوى عليه من الليث, والليث والله أضعف فيه من مالك ] (3)
- وأخرج : عن اسحق بن عيسى قال: قال مالك بن أنس:
كلما جاءنا رجل [ أجدل ] من رجل تركنا ما نزل به جبريل - عليه السلام - على محمد - صلى الله عليه وسلم - [ لجدله ] (4)
- وأخرج : عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول:
পৃষ্ঠা ২২