তাওয়িলাত
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
জনগুলি
[الشورى: 20]، وإن من صفات القلوب المنورة بنور الإيمان المزينة بزينة العرفان، ما أخبر الله تعالى عنهم بقوله تعالى:
لكيلا تحزنوا على ما فاتكم
[آل عمران: 153]
ولا تفرحوا بمآ آتاكم
[الحديد: 23]؛ يعني: من سعادة الدارين ونعيم المنزلين، فإنهما يحجبانكم عن الله تعالى: { ولهم عذاب أليم } [آل عمران: 188]؛ أي: لمن حجب عن الله بغيره وبما سواه.
{ ولله ملك السموت والأرض } [آل عمران: 189]؛ يعني: من حجب بالملك فإنه مالك الملك، ومن حجب بالمالك فلا يفوته الملك، كما جاءني بعض الكتب المنزلة من طلب ما لنا لم تكن له، ومن طلبنا كنا له وكان له مالنا، أو كلام هذا معناه، { والله على كل شيء } [آل عمران: 189]، من الدنيا والآخرة { قدير } [آل عمران: 189]، أن ينعم به على طالبيه.
ثم أخبر عن خلق السماوات الأرض وإظهار القدرة والآيات بقوله تعالى: { إن في خلق السموت والأرض } [آل عمران: 190]، إشارة في الآيتين { إن في خلق السموت والأرض } [آل عمران: 190]؛ أي: في خلق سماوات القلوب وأطوارها، وخلق أرض النفوس وقرارها، { واختلاف اليل } [آل عمران: 190] البشرية وصفاتها، { والنهار } [آل عمران: 190]، الروحانية وأنورها { لآيات } [آل عمران: 190]، لإمارات بينات ودلالات واضحات، { لآيات لأولي الألباب } [آل عمران: 190]، الذين عبروا بقدم الذكر والفكر من قشر الوجود الجسماني الظلماني الفاني، ووصلوا إلى لب الوجود الروحاني الباقي، فشاهدوا بعيون البصائر ونواظر الضمير أن لهم وللعالم إلها قادرا حيا عليما، سميعا بصيرا، متكلما باقيا، وإنما نالوا هذه المراتب؛ لأنهم { يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } [آل عمران: 191]؛ وهي عبارة عن جميع حالات الإنسان؛ أي: يذكرون الله على كل حال بالظاهر والباطن، { ويتفكرون في خلق السموت } [آل عمران: 191]؛ وهي الأفلاك الدائرة، { والأرض } [آل عمران: 191]؛ وهي الكرة الأرضية مستوية الأضلاع ساكنة الحركات معلقة في وسطها، وأنه كيف خلق فيها الكواكب المنيرات السائرات، فخلق بتأثيرها وخواصها في الأرض المعادن والنباتات والحيوانات تدبيرات متناسبات معقولات، ويقولون: { ربنآ ما خلقت هذا باطلا } [آل عمران: 191]؛ أي: خلقته بالحق إظهارا للحق على الخلق، ووسيلة للخلق إلى الحق، { سبحانك } [آل عمران: 191]، تنزيها لك في حقيقتك عن المشبه بخليقتك والاحتياج ببريتك، { فقنا } [آل عمران: 191] يا مستغني عنا، { عذاب النار } [آل عمران: 191]؛ أي: عذاب نار قهرك وعظمتك وكبريائك.
[3.192-195]
ثم أخبر عن خبر أهل النار في تلك الدار بقوله تعالى: { ربنآ إنك من تدخل النار فقد أخزيته } [آل عمران: 192]، إشارة في: { ربنآ إنك من تدخل النار } [آل عمران: 192]؛ أي: من تدخله نار قهرك فقد أخزيته وأهلكته بالقهر وأضللته عن صراطك المستقيم، فيقع في نية الضلالة والغواية ويظلم نفسه بالشرك والطغيان، { وما للظالمين } [آل عمران: 192] على أنفسهم بالخذلان، { من أنصار } [آل عمران: 192]، ينصرونهم ويخرجون من نار القهر، يدل عليه قوله تعالى:
إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده
অজানা পৃষ্ঠা