حكى السرخسي(1) عن الأوزاعي أنه كان يقول: إنما أمروا بالاعتماد إشفاقا عليهم؛ لأنهم كانوا يطولون القيام، وكان ينزل الدم إلى رؤوس أصابعهم، فقيل لهم: لو اعتمدتم لا حرج عليكم. وروى عنه القفال(2) والإمام المهدي(3) وابن عبد البر(4) والشوكاني(5) التخيير بين الوضع والإرسال.
وظاهر كلام النووي(6) يشير إلى أن التخيير عند الأوزاعي بين الوضع فوق أو تحت السرة، وهو خلاف ظاهر كلامه السابق.
عالم الديار المصرية الليث بن سعد
وهو: الإمام الحافظ عالم الديار المصرية وفقيهها، سمع من التابعين، وكان من مشاهير أهل العلم، (توفي 175 ه).
قال ابن عبد البر: قال اللييث بن سعد: سدل اليدين في الصلاة أحب إلي، إلا أن يطيل القيام ويعيا فلا بأس أن يضع اليمنى على اليسرى(7).
وقال القفال: قال الليث بن سعد: إنه يرسل يديه إلا أن يطيل القيام ويعيا(8).
وروى الإرسال عنه النووي في (شرح صحيح مسلم)(9). وقال في (المجموع): قال الليث بن سعد يرسلهما، فإن طال ذلك وضع اليمني على اليسرى للاستراحة(10).
****
هذا ما وقفت عليه من الروايات عن سادات التابعين وكبار علماء السلف من التابعين وتابعيهم في مسألة الإرسال، وهي روايات في أمهات كتب الحديث المشهورة، ولاشك أن من البعيد والبعد جدا أن تكون روايات الضم لم تبلغ أولئك العلماء الفطاحل، وهم من أكثر الناس اهتماما بمسائل الفقه ورواية الحديث؛ لأنهم أئمة فقه وحديث، هذا إلى جانب أنهم كانوا من مختلف الأقطار، وأخذوا عن كثير من الصحابة.
পৃষ্ঠা ৩০