وقال ابن الجوزي×: =إنه بقدر إجلالكم لله_عز وجل_يجلكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم.
ولقد رأيت_والله_من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله_عز وجل_في صبوته_مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم_فعظم الله قدره في القلوب، حتى علقته، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام(194)، وإذا زاغ مال عنه اللطف.
ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب+(195).
هذه بعض المسائل في باب التوبة، وسيأتي في الفصل التالي_إن شاء الله_ذكر لبعض المسائل والأحكام.
الفصل الرابع
لقد مر في الصفحات الماضية ذكر لكيفية التوبة من الذنوب على وجه العموم، ومر ذكر لكيفية التوبة من بعض الذنوب بعينها.
والحديث في هذا الفصل سيكون_إن شاء الله_عن كيفية التوبة من بعض الذنوب الكبيرة الشائعة التي تحتاج إلى شيء من التفصيل في ذكر أضرارها، وكيفية التوبة منها؛ ذلك أن البلية تعظم بها، والحاجة تمس إليها؛ ولهذا أفردت في هذا الفصل.
والذنوب التي سيتم الحديث عنها، وذكر كيفية التوبة منها هي: ترك الصلاة، والربا، والزنا، واللواط، والعشق، وذلك كما يلي:
أولا : التوبة من ترك الصلاة.
ثانيا: التوبة من الربا.
ثالثا: التوبة من الزنا.
رابعا: التوبة من اللواط.
خامسا: التوبة من العشق.
للصلاة في دين الإسلام أهمية عظمى؛ فهي عمود الدين، وأعظم أركانه العملية، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قبلت قبل سائر العمل، وإن ردت رد.
والصلاة علامة على الإيمان، وسلامة من النفاق، ومن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
পৃষ্ঠা ৭২