قال_تعالى_: [وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما] النساء: 18.
فسوى_عز وجل_بين من تاب عند الموت، ومن مات من غير توبة.
والمراد بالتوبة عند الموت التوبة عند انكشاف الغطاء، ومعاينة المحتضر أمور الآخرة، ومشاهدة الملائكة_كما مر_(128).
قال ابن رجب×: =وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال: لا يزال العبد في مهل من التوبة ما لم يأته ملك الموت يقبض روحه؛ فإذا نزل ملك الموت فلا توبة حينئذ.
وبإسناده عن الثوري قال: قال ابن عمر: التوبة مبسوطة ما لم ينزل سلطان الموت.
وعن الحسن قال: التوبة معروضة لابن آدم ما لم يأخذ ملك الموت بكظمه+(129).
7_ نقض التوبة: فالعبد إذا تاب من ذنب ثم عاد إليه مرة أخرى يكون ناقضا للتوبة؛ فيلزمه حينئذ أن يجدد التوبة.
ولا يرجع إليه_في هذه الحالة_إثم الذنب الذي تاب منه، والعائد إليه إنما هو إثم الذنب الجديد المستأنف لا الماضي؛ لأن الماضي قد ارتفع بالتوبة، وصار بمنزلة ما لم يعمله.
قال_تعالى_: في وصف المتقين في سورة آل عمران: [والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون] آل عمران: 135.
وجاء في الحديث المرفوع إلى النبي": =إن الله يحب العبد المفتن التواب+(130).
قال ابن القيم×تعليقا على هذا الحديث: =قلت: وهو الذي كلما فتن بالذنب تاب منه، فلو كانت معاودته تبطل توبته لما كان محبوبا للرب، ولكان ذلك أدعى إلى مقته+(131).
وقال×: =قالوا: وأما استمرار التوبة فشرط في صحة كمالها ونفعها لا شرط في صحة ما مضى منها+(132).
পৃষ্ঠা ৫৭