فهذه توبة الكذابين، وليست بتوبة في الحقيقة.
ولا يدخل في ذلك من تاب فحدثته نفسه بالمعصية، أو أغواه الشيطان بفعلها ثم فعلها، فندم وتاب؛ فهذه توبة صادقة كما مر قبل قليل عند الحديث عن ترك التوبة مخافة الرجوع إلى الذنب.
كما لا يدخل في التوبة الكاذبة الخطرات ما لم تكن فعلا محققا.
13_ قلة العناية بالتائبين: فهناك من الأخيار والصالحين من لا يأبه بشأن التائبين، فقد يتوب قريب لهم، أو جار، أو صاحب قديم، أو من بينهم وبينه معرفة، أو غير هؤلاء.
ومع ذلك قد لا تجد من الأخيار من يأخذ بيد التائب، ويعينه على نفسه؛ حتى يستديم التوبة، ويلزم طريق الاستقامة.
بل ربما نفروا منه، ونظروا إليه بعين الريبة.
ومن هنا يخذل التائب، فلا يجد من يعينه، ويثبته، ويجيب عن إشكالاته.
وهذا الخذلان قد يتسبب في ضعف التائب، ونكوصه على عقبيه.
فحري بأهل الخير والدعوة والإصلاح أن يعنوا بالتائبين، وأن يأخذوا بأيديهم إلى ما فيه صلاحهم ودوام استقامتهم، وزيادة إيمانهم، فيحرصوا على الإجابة عن أسئلتهم، وتيسير سبل التوبة لهم، ويسعوا في حل مشكلاتهم، وسداد ديونهم، والبحث عن أعمال لهم إذا كانوا عاطلين، ويبادروا إلى إبعادهم عن جلساء السوء، وربطهم بالرفقة الطيبة الصالحة، [وتعاونوا على البر والتقوى] المائدة: 2، [وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر] العصر: 3.
14_ غفلة الأمة عن التوبة: فإذا تحدث متحدث عن التوبة تبادر إلى الذهن توبة الأفراد فحسب، أما توبة الأمة بعامة فقل أن تخطر بالبال.
وهذا من الأخطاء في باب التوبة؛ ذلك أن سنته_عز وجل_في الأفراد، وفي مغفرته للتائبين وعفوه عن المذنبين_هي هي سنته_سبحانه_في الأمم والشعوب.
পৃষ্ঠা ৩৩