[إخبار أمير المؤمنين (ع) بقتل الفخي]
وروي عن سفيان بن عيينة أنه حدث يوما بحديث علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: يأتيكم صاحب الرعيلة، قد شد حقبها بوضينها، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة، يقتلونه فتكون شر حجة حجها الأولون والآخرون .
فقال سفيان: هذا الحسين بن علي بن أبي طالب.
فقال له بعض من حضر: يا أبا محمد على رسلك، حسين بن علي خرج من مكة محلا غير محرم متوجها إلى العراق، وإنما قال:لم يقض تفثا من حج ولاعمرة معه.
قال: فمن تراه؟
قال: الحسين بن علي صاحب فخ.
قال: فأمسك سفيان ساعة، ثم قال: اضربوا عليه.
ويقال: إنه سمع على مياه غطفان كلها ليلة قتل الحسين بن علي هاتف يهتف ويقول :
ألا يالقومي للسواد المصبح .... ومقتل أولاد النبي ببلدح
ليبكي حسينا كل كهل وأمرد .... من الجن إذلم تبكه الأنس نوح
وإني لجني وإن معرسي لب .... البرقة السوداء من دون زحرح
فسمعها الناس لايدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين.
قال النوفلي: حدثني يعقوب بن إسرئيل مولى المنصور عن الطلحي، قال: سمعت ابن السوداء يقول: تأخر قوم بايعوا الحسين بن علي صاحب فخ، فلما فقدهم في وقت المعركة أنشأ يقول:
وإني لأنوي الخير سرا وجهرة .... وأعرف معروفا وأنكر منكرا
ويعجبني المرء الكريم نجاره .... ومن حين أدعوه إلى الخير شمرا
يعين على الأمر الجميل وإن يرى .... فواحش لايصبر عليها وغيرا
পৃষ্ঠা ৪৩১