فقال المهدي للمعلا:لا تحدث فيها حدثا، فدعا بشار البرقي فأتاه فأنفذه إلى الحسين، فقدم به عليه، فلما وصل إلى المهدي سأله عن أمر العين وشراء المعلا إياها، فأقر له به، ولم يختلف قوله وقول المعلا في أمرها.
وقال الحسين: يا أمير المؤمنين، والله ما بقيت لي خضراء ولا عذق غيرها إلا صدقات علي والحسن والحسين، وإن علي الثمن الذي بعتها به، ولولا إلحاح الغرماء ما بعتها.
فقال له المهدي: أتدان بسبعين ألف دينار، أما تتقي الله قد أهلكت نفسك.
فقال الحسين - وكان بليغا منطيقا: وما سبعون ألف دينار يا أمير المؤمنين وأنا ابن رسول الله وابن عم أمير المؤمنين وشريكه في نسبه وشرفه؟
فقال له المهدي: رد الله عليك عينك، وقضى عنك دينك.
ثم أقبل على عمر بن بزيغ فقال: يا عمر ادفع إليه سبعين ألف دينار، وأمره بالانصراف إلى منزله، فلما خرج من عنده أقبل الربيع على المهدي فقال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تثير على المسلمين من قبل هذا شرا، أما تسمع كلامه، فمتى يملأ جوفه شيء، والله لئن وصل إليه هذا المال ليثورن عليك به، فرجع عن ذلك وأمر له بمعونة عشرين ألف درهم.
وبلغ الخبر حسينا فكتب به إلى صديق له بالكوفة من جعف وإلى أخيه الحسن وأهل بيته وعدة من غرمائه ووكلائه لما لم يتم ذلك البيع، وأعطاهم خمسة آلاف درهم صلة لهم يتحملون بها، وعوضا من سفرهم، فانصرفوا إلى المدينة.
পৃষ্ঠা ৪১৭