তাসাউফ ওয়া ইমাম শারানী
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
জনগুলি
وإذن فالحرب بينهم وبينه من جانبهم، معركة على الحياة، بل معركة على البقاء، ومعارك البقاء لا تعرف اللين ولا الهوادة، بل هي الحرب الشاملة بكل ما فيها من قسوة، وبكل ما تملك من أسلحة كريمة وغير كريمة.
والفقهاء دائما في حروبهم مع المتصوفة ومع غير المتصوفة ممن يدخلون في دائرة المنافسة، يستعملون سلاحا رهيبا امتحن على التاريخ فأثبت كفاءته، وأثبت أنه السلاح الحاسم القتال.
وهذا السلاح، هو سلاح التكفير والمروق من الدين. والدين لديهم مرن مرونة عجيبة، مرونة تسمح بأن يقدموا الدليل على كفر من أبغضوا، ويقدمون نفس الدليل على إيمان من أحبوا، والسر كل السر في التأويل اللولبي المطاط، والتلاعب البارع بالألفاظ والمقدسات.
وأعجزهم مع الشعراني حتى هذا الدليل المطواع؛ فالشعراني - كما قدمنا - كان صوفيا على الجادة الوسطى، والنهج المحدد كالصراط، لا يسبح السبح الفلسفي، ولا يرسل الكلم المجنح، ولا يعرف اللفظ الذي يحمل الوجهين، ولا يطلق قلمه في مقامات الفناء، واستغراقات المحبة، وسبحات الوجد.
وإذن فيلجئوا إلى الدس في كتبه، وليعمدوا إلى الافتراء ونسبة ما لم يقل إليه.
ومهدوا لمعركتهم بالتحالف مع أدعياء التصوف من جهلة الأميين المارقين؛ لأنهم وإن كانوا خطرا على الدين والأخلاق، فلا خطر منهم على العلماء والفقهاء .
وثارت الفتنة الكبرى ، وأعلنت الحرب في الأزهر على الشعراني؛ فزيفوا مقدمة كتابه «كشف الغمة» وضمنوها كفريات سخيفة لا تصدر من عاقل أو مؤمن.
ودسوا في كتابه «البحر المورود» - وهو الكتاب الذي هاجمهم فيه - تعاليم تخالف ظاهر الكتاب والسنة، بل دسوا عليه وجوها من العبث لا تتفق مع وقاره وصلاحه، وضروبا من الأعمال الماجنة الساذجة لا تليق بعلمه ومكانته، وأرسلوا هذه الكتب المزيفة إلى الحجاز وتركيا لمكانة الشعراني فيهما، بعد أن أذاعوها في مصر والأزهر.
ثم لجئوا إلى السلاح الآخر الذي يتقنه الفقهاء، والذي برعوا فيه مع التاريخ، وهو تحريض الولاة والحكام على المتصوفة، فحرضوا سلطان مصر وخليفة تركيا على الشعراني بدعوى خطورته على الأمن والنظام والدولة والسلطان والخليفة.
يقول الشعراني:
অজানা পৃষ্ঠা