তাসাউফ ওয়া ইমাম শারানী
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
জনগুলি
تلك هي فكرتهم في وحدة الوجود، وهي سفسطة لا يقبلها منطق ولا عقل ولا شرع، سفسطة تذهب بالشرائع كافة، والأديان جميعها، وتنال من الجلال والكمال الواجب لله - سبحانه وتعالى - وتبطل الجزاء والعقاب والجنة والنار، والحياة الأخروية، كما تبطل الحدود بين الخالق والمخلوق، فتجعل الخلق والخالق شيئا واحدا.
وهذا الإفك الأكبر، وهذا اللغو الإلحادي الفاجر هو الذي قذف به خصوم التصوف المتصوفة، وهم من هم إيمانا وكمالا وأدبا وخلقا، ووحدانية وتقديسا لفاطر السموات والأرض.
قذف خصوم التصوف المتصوفة بهذا الإفك، متخذين من حبهم لربهم تكئة ومقعدا لهذا الاتهام، وركض بهذا الإفك في محراب التصوف رجال الاستشراق الذين لبسوا ثوب العلم بالإسلام في ثوب الدفاع عنه.
ثم تفلسف المستشرقون وتفلسف المتعالمون من الجهلاء بالتصوف والإسلام، فقالوا: إن للتصوف علاقات وثيقة ببوذا ووثنية الهند، وإن وحدة الوجود وفكرة الحلول عند المتصوفة أقباس من الصوفية البوذية، ولمحات من فلسفة المدرسة الإشراقية.
ونسوا أو تناسوا «أن التصوف الإسلامي قام على كتاب الله وسنة رسوله وهديه، وأن الصوفي المسلم يقرأ في كتاب ربه:
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فيقرأ خلاصة العلم الذي يتعلمه طلاب اللاهوت في سائر الملل والنحل، ويطوي تحت هذا البلاغ المبين كل فلسفة تتشدق ببحث الذات والصفات والخلق والخالق.»
يقول الشعراني في اليواقيت: «ولعمري إن عباد الأوثان لم يتجرءوا أن يجعلوا آلهتهم عين الله، بل قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.» فكيف يظن بأولياء الله تعالى أن يدعوا الاتحاد بالحق سبحانه؟ هذا محال في حقهم رضي الله عنهم.
ويقول الإمام محيي الدين بن عربي في عقيدته الوسطى: «اعلم أن الله سبحانه واحد بإجماع، وقيام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء، أو يحل هو في شيء، أو يتحد بشيء.»
ويقول في باب الأسرار من الفتوحات: «لا يجوز للعارف أن يقول: أنا الله، ولو بلغ أقصى درجات القرب، وحاشا للعارف من هذا حاشاه.»
ويقول أيضا في لوائح الأنوار: «من كمال العرفان شهود عبد ورب، وكل عارف نفى شهود العبد في وقت ما فليس بعارف ، وإنما هو في ذلك الوقت صاحب حال، وصاحب الحال سكران لا تحقيق عنده.»
অজানা পৃষ্ঠা