তাসাউউফ: ইসলামে আধ্যাত্মিক বিপ্লব
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
জনগুলি
وكذلك فيما أورده الهجويري في «كشف المحجوب» في الفصل الذي عقده في «التوحيد».
14
فالقشيري يعرض في الفصل الأول من رسالته عقيدة الصوفية في التوحيد الذي يعتبره رأس العقائد الإيمانية جميعها، والأصل الذي بنى عليه الصوفية قواعد طريقهم وصانوا به عقائدهم عن البدع، مقتبسا في كل ذلك ما هو أدنى إلى مذهب السلف وأهل السنة. ثم يورد تعريفات التوحيد السني لعدد كبير من الصوفية، وينبه إلى مخالفتهم في ذلك لمذاهب المبتدعة، وبخاصة المجسمة والمشبهة والمعتزلة، ويلخص عقيدتهم في التوحيد في جملة شاملة جامعة لزبدة ما فصله في الفصل المذكور.
وكذلك يفعل الهجويري في كتابه «كشف المحجوب» فيما كتبه عن «التوحيد» فيقرر معنى التوحيد وعناصره والصفات الإلهية التي يختص بها الله دون سواه على نحو ما فعل القشيري، بل يكاد المؤلفان يتفقان في الألفاظ والمعاني، ولكن التوحيد الذي يعرضانه هنا هو توحيد الصوفية المتأثرين بمذهب السلف وأهل السنة، وهو توحيد إن وقف عنده بعض الصوفية، فقد تجاوزه آخرون إلى توحيد أكثر تعقيدا وأدق معنى وأعمق روحانية. نجد إشارات كثيرة إلى ذلك فيما أورده القشيري من أقوال الصوفية في الفصل الذي عقده عن التوحيد وفي رسالة الجنيد عن التوحيد التي لا تزال مخطوطة.
15
ولكي نرى التطور التدريجي في معنى التوحيد عند الصوفية، يجدر بنا أن نذكر أولا نصي القشيري والهجويري لنوضح بهما الصورة الأولى للتوحيد، ثم نتبعهما بصورة التوحيد الأخرى. يقول القشيري:
16
قال شيوخ هذه الطائفة - على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها، ومصنفاتهم في التوحيد - أن الحق سبحانه وتعالى موجود، قديم، واحد، حكيم، قادر، عليم قاهر، رحيم، مريد، سميع، مجيد، رفيع، متكلم، بصير، متكبر، قدير، حي، أحد، باق، صمد، وأنه عالم بعلم، قادر بقدرة، مريد بإرادة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام، حي بحياء، باق ببقاء، وله يدان هما صفتان يخلق بهما ما يشاء سبحانه على التخصيص، وله الوجه الجميل، وصفات ذاته مختصة بذاته، لا هي هو ولا هي أغيار له، بل هي صفات له أزلية ونعوت سرمدية، وأنه أحدي الذات، وليس يشبه شيئا من المصنوعات ولا يشبهه شيء من المخلوقات. ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا صفاته أعراض، ولا يتصور في الأوهام ولا يتقدر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، ولا يجوز في وصفه زيادة ولا نقصان، ولا يخصه هيئة وقد، ولا يقطعه نهاية حد، ولا يحله حادث، ولا يحمله على الفعل باعث، ولا يجوز عليه لون ولا كون ولا ينصره مدد ولا عون، ولا يخرج عن قدرته مقدور، ولا ينفك عن حكمه مفطور، ولا يعزب عن علمه معلوم، ولا هو على فعله كيف يصنع وما يصنع ملوم. لا يقال له أين ولا حيث ولا كيف، ولا يستفتح له وجود فيقال متى كان، ولا ينتهي له بقاء فيقال استوفى الأجل والزمان، ولا يقال لم فعل إذ لا علة لأفعاله، ولا يقال ما هو إذ لا جنس له فيتميز عن أشكاله.
17
يرى لا عن مقابلة
অজানা পৃষ্ঠা