তাসাউউফ: ইসলামে আধ্যাত্মিক বিপ্লব
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
জনগুলি
4
فالزهد هو الأساس الذي يقوم عليه صرح المجاهدة في الطريق الصوفي، وبممارسته تتطهر النفس في بوتقة التجارب الروحية وتتحول عناصرها الخسيسة إلى عناصر أخرى شريفة هي أخص ما يتصف به الصوفي من الصفات، وذلك كالتوكل والرضا والقناعة والصبر والشكر والفقر، وفوق هذه كلها التقوى والورع والمحبة الإلهية.
ومن أساليب المجاهدة العبادة كالصوم والصلاة والذكر والدعاء، وللصوفية فهمهم الخاص للعبادة أفضنا القول فيه في كلامنا عن موقفهم من الفقه، ولكن الذي نريد توكيده هنا هو اعتقادهم أن العبادة لا تكون صادقة مخلصة إلا إذا تحقق فيها معنى المجاهدة، فتوافرت فيها عناصرها التي أخصها مخالفة هوى النفس والإقبال بجمعية الهمة على الله؛ بحيث يتحقق للعبد عبوديته، وينفرد الرب بربوبيته.
ومجاهدة النفس في سبيل الله أعظم خطرا وأعلى قدرا في نظر الصوفية من الجهاد في نصرة دين الله. يروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم
أنه قال: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، فلما سئل عن الجهاد الأكبر قال: «مجاهدة النفس.» وذلك أن مجاهدة النفس أشق على القلب من الجهاد بالبدن.
هذا، وقد أثار الصوفية حول الصلة بين المجاهدة والهداية الواردة في قوله تعالى:
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
5
جدلا طويلا أشبه بجدل علماء الكلام، بل هو في الحقيقة فرع من مسألة كلامية اختلف فيها المعتزلة وأهل السنة، وهي أفعال العباد وصلتها بالثواب والعقاب. تساءل القوم: هل المجاهدة تورث الهداية والقرب من الله، أم أن الهداية والقرب من الله أمران يمنحهما الله العبد منة منه وفضلا؟ وذلك كما تساءل علماء الكلام عما إذا كانت أفعال الطاعة تورث الجنة، أم أن دخول الجنة منة من الله وتفضل منه على عبده؟ ويذهب سهل بن عبد الله التستري (المتوفى سنة 283، وقيل سنة 273)، وهو من أكثر الصوفية كلاما في المجاهدة، إلى أنها السبيل المباشر المفضي إلى مشاهدة الحق، وأن المشاهدة والقرب من الله والصول إليه وكل ما يدخل تحت كلمة «الهداية» ثمرة من ثمرات المجاهدة بدليل الآية المذكورة، ولكن صوفية آخرين يذهبون المذهب الآخر، ومن هؤلاء أبو سعيد الخراز (المتوفى سنة 277) الذي يقول: «من ظن أنه ببذل الجهد يصل إلى مطلوبه فمتعن (أي متعب نفسه)، ومن ظن أنه بغير الجهد يصل فمتمن.»
অজানা পৃষ্ঠা