তাসাউউফ: ইসলামে আধ্যাত্মিক বিপ্লব
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
জনগুলি
وإن نظرة كبار الملامتية كأبي عثمان الحيري وحمدون القصار إلى العالم باعتباره شرا لا خير فيه، وأن الملامتي يجدر به التزام الحزن والكمد ورؤية التقصير في الأفعال مهما جود فيها، واتهام نفسه دائما بهذا التقصير: لتشهد بأنها نظرة تشاؤمية غير إسلامية، أو أنها - كما يقول أبو بكر الواسطي - من أصل مجوسي. قيل إن الواسطي لما دخل نيسابور سأل أصحاب أبي عثمان الحيري: بماذا كأن يأمركم شيخكم؟ فقالوا: كان يأمرنا بالطاعات ورؤية التقصير فيها، فقال: أمركم بالمجوسية المحضة، هلا أمركم بالغيبة عنها برؤية منشئها ومجريها؟
10
وفي هذا المعنى يقول أبو عثمان الحيري نفسه: «لا يرى أحد عيب نفسه وهو يستحسن من نفسه شيئا، وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال.»
11
وسيأتي مزيد تفصيل للملامة باعتبارها من أهم أساليب المجاهدة. (2) مدرسة مصر والشام في القرن الثالث
ظهرت هذه المدرسة في القرن الثالث الهجري، وأشهر من نبغ فيها على الإطلاق ذو النون المصري المتوفى سنة 245، ويعتبر ذو النون في نظر كثيرين من القدماء والمحدثين المؤسس الحقيقي للتصوف الثيوسوفي في الإسلام، وقد عرفت مصر والشام بثقافتهما الأفلاطونية الحديثة التي انتشرت في هذه المنطقة في النصف الأول من القرن الثالث الهجري، وفي هذه المنطقة عاش ذو النون الذي يظهر تأثره بها إلى أقصى حد، فقد اشتغل بعلوم الأسرار: السحر والطلسمات والكيمياء، ومزجها بالتصوف على نحو ما فعل رجال الأفلاطونية الحديثة في عصرها المتأخر (عصر يمبليخوس وأبروقلس). كان حكيما (بالمعنى اليوناني)
12
وزاهدا ومحدثا وعالما بالكيمياء، وكان، على حد قول عبد الرحمن جامي،
13
أول من تكلم في الأحوال والمقامات، وإذا قلنا الأحوال والمقامات فقد قلنا التصوف كله من حيث هو معراج روحي يقطعه السالك إلى الله، وكان كذلك أول صوفي إسلامي تكلم في المعرفة على أساس علمي منظم، وأول من اعتبر المعرفة بالله الغاية القصوى من الطريق الصوفي، كما اعتبر أبو يزيد البسطامي «الفناء في الله» غاية هذا الطريق.
অজানা পৃষ্ঠা