তাসাউউফ: ইসলামে আধ্যাত্মিক বিপ্লব
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
জনগুলি
يرجع هذا العامل إلى ظروف إسلامية بحتة شأنه في ذلك شأن العاملين الأول والثاني؛ وذلك أن أتقياء المسلمين لم يجدوا في فهم الفقهاء والمتكلمين للإسلام ما يشبع عاطفتهم الدينية، فلجئوا إلى التصوف لإشباع هذه العاطفة. أما الفقهاء فقد استنبطوا نوعا من الشريعة ليس فيه من التقوى إلا اسمها أو رسمها، كما أنهم وقفوا موقف عداء صريح من كل من يخالف موازينهم حرفيتهم في فهم الدين، وأما المتكلمون فقد ولدت حركتهم العقلية العنيفة شكا في كل شيء وأشاعت الحيرة والبلبلة في الأفكار، فدفع ذلك بالناس إلى تلمس اليقين من طريق آخر وهو طريق الوجدان والشهود الذي هو طريق الصوفية، وسيأتي تفصيل الكلام في موقف الصوفية من الفقهاء والمتكلمين في الفصل الذي عقدناه عن الثورة الروحية في الإسلام.
مصادر التصوف الإسلامي
سبق أن ذكرنا محاولة بعض المستشرقين رد التصوف برمته، الفلسفي منه وغير الفلسفي، إلى مصدر واحد، وأوردنا ما أوردنا من الاعتراضات على مثل هذه المحاولة وبينا استحالتها.
والحق أن التصوف الفلسفي لم يظهر في الإسلام إلا بعد أن تهيأت الظروف الصالحة لظهوره واستعدت النفوس لقبوله وتوافرت العوامل على نموه، وقد كانت هذه الظروف وتلك العوامل مزيجا مختلطا لا يقل في اختلاطه عن الأمم التي تألفت منها الإمبراطورية الإسلامية ذاتها، وأقصى ما يستطيع البحث العلمي أن يكشف عنه هو أصول النظريات والأفكار الفردية عند هذا الصوفي أو ذاك، لا النظريات الصوفية الفلسفية في جملتها. أما فكرة الأصل الواحد فسأغفلها كل الإغفال، وسأشير فيما يلي إلى أهم المصادر التي أثرت في التصوف الفلسفي في صورته العامة مع الإشارة إلى بعض المسائل الصوفية المتصلة بهذه المؤثرات. (1) المصدر الأول: القرآن والحديث
نعود مرة أخرى فنذكر القرآن والحديث كمصدر أول من مصادر التصوف الفلسفي كما ذكرناهما في مصادر الزهد؛ فقد استغل متصوفة الإسلام هذين المصدرين كما استغلهما المتكلمون والفلاسفة والشيعة وكل مفكر إسلامي، واستخدم الصوفية في فهمها طرقا متنوعة من التأويل، وقرءوا في نصوصهما معان جديدة لم يسبقوا إليها، وحملوا هذه النصوص أحيانا ما لا تحتمل كما فعل ابن عربي في كتابه «فصوص الحكم» الذي يخرج في كل فصل من فصوله صورة من صور مذهبه في «وحدة الوجود» مستندا إلى طائفة من آيات القرآن، وهو في هذا الكتاب وفي غيره من كتبه يكتب بلغتين؛ لغة الظاهر التي تفهم من منطوق النص القرآني، ولغة الباطن وهي التأويل الصوفي الفلسفي الذي يخضع النص القرآني له. «فالوجه» في قوله تعالى:
كل شيء هالك إلا وجهه
1
هو الذات الإلهية التي لا تفنى ولا يعتريها التغير والفساد، في مقابل المظاهر الوجودية المتغيرة المتحولة التي نسميها عالم الظاهر أو الوجود الخارجي، و«الغيب» في قوله تعالى:
الذين يؤمنون بالغيب
2
অজানা পৃষ্ঠা