তাসাউউফ: ইসলামে আধ্যাত্মিক বিপ্লব
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
জনগুলি
أضف إلى هذا أن التصوف ابتداء من القرن السادس الهجري دخل في دور فلسفي وصل إلى ذروته في تصوف أصحاب وحدة الوجود الذين استفادوا من نظريات التصوف القديم ومصطلحاته وأضافوا إليها ما لم يخطر ببال القدماء.
كان من الطبيعي إذن أن تتعدد العوامل والمصادر من إسلامية وغير إسلامية في نشأة هذه الألوان المختلفة من التصوف وتطورها، وأن يصب في مجرى التصوف العام أثناء سيره في تاريخه الطويل روافد من الفكر تصل إليه كلما شق طريقه في بلد من بلاد الدول الإسلامية المترامية الأطراف، وكان من الطبيعي أيضا أن يعالج الباحثون التصوف على أساس أنه نتاج إسلامي أولا، وعلى أنه متأثر بمؤثرات خارجة عن الإسلام ثانيا، ولكنهم قلبوا الوضع وضلوا الطريق.
ومن ناحية أخرى يجب أن نفرق بين الزهد والتصوف على الرغم من اتصالهما اتصالا وثيقا، وندرس العوامل التي ساعدت على نشأة كل منهما وتطوره على انفراد، فإن العوامل التي كان لها أثرها في ظهور الزهد في الإسلام منذ ظهور الإسلام، غير تلك التي أدت إلى ظهور التصوف فيه ابتداء من النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، وهذه غير العوامل التي ساعدت على ظهور التصوف الفلسفي فيما بعد.
وسنعرض الآن لذكر العوامل التي كان لها أثرها في ظهور الزهد في الإسلام، ثم نردفها بتلك التي أدت إلى ظهور التصوف، فلسفيا كان أو غير فلسفي.
العوامل التي ساعدت على نشأة الزهد في الإسلام
الزهد هو الناحية العملية من التصوف، وهو أسلوب من الحياة يحياه المؤمن، وموقف خاص من الدنيا وزخرفها وشهواتها ولذاتها، ومن النفس ومطامعها، وأخذ الإنسان نفسه بأنواع الرياضات والمجاهدات الروحية والبدنية، وهو بهذا المعنى إسلامي حث عليه الدين وأخذ به النبي عليه السلام وكثير من الصحابة الذين نعد من أبرزهم أبا ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي والبراء بن مالك، وبهذا المعنى العام نستطيع أن نقول إن الإسلام نفسه كان العامل الأول والأهم في نشأة حركة الزهد بين المسلمين. أما ما طرأ على الزهد بعد ذلك من تعقيدات، وما دخل فيه من نظم وقواعد، وما ظهر فيه من طقوس، فمرده إلى عوامل أخرى ربما كان أبرزها الرهبنة المسيحية. (1) العامل الأول
هو تعاليم الإسلام نفسه. فإن القرآن حث على الورع والتقوى وهجر الدنيا وزخرفها، وحقر من شأن هذه الحياة وعظم من شأن الآخرة، ودعا إلى العبادة والتبتل وقيام الليل والتهجد والصوم ونحو ذلك مما هو في صميم الزهد. قال تعالى:
واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ،
1
وقال:
অজানা পৃষ্ঠা