তাসাউউফ: ইসলামে আধ্যাত্মিক বিপ্লব
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
জনগুলি
الصلاة الظاهرة هي بدن الصلاة، أما جوهرها وحقيقتها وروحها فهو الذكر، ويذهب إلى هذا المعنى أو إلى ما هو قريب منه الفيلسوف ابن سينا في رسالة «ماهية الصلاة»، فإنه يفرق بين الصلاة الحقيقية التي هي نوع من الرياضة العقلية وتطويع لقوى النفس المتوهمة المتخيلة لكي تدرك من الحق ما يليق بمقامه الأقدس، وبين الصلاة التي تجري على الجوراح وتظهر فيها الأقوال والأفعال. هذه هي عبادة البدن وعبادة العوام المكلف بها من قبل الشرع في نظره. أما الصلاة الباطنة فلم يكلف الشارع بها لأن النفس الناطقة تلزم بها نفسها إلزاما، ومن تحصيل الحاصل أن يكلف الإنسان أمرا تقضي به طبيعة عقله.
7
ولكن الفرق كبير بين تصور ابن سينا للصلاة «العقلية» التي كاد أن يجعلها تأملا فلسفيا بحتا، وبين صلاة الصوفية التي هي - على الرغم مما فيها من ذكر وتأمل - مناجاة قلبية بين العبد وربه ومجالسة وحديث مع الحق تعالى، وشهود له في عين القلب، وسماعه لصوت الحق، وهي فوق هذا كله استيلاء للمحبوب على قلب المحب، واستغراق للمحب في المحبوب بحيث لا يرى ولا يسمع سواه كما قال قائلهم:
إذا ما تجلى لي فكلي نواظر
وإن هو ناجاني فكلي مسامع
ويقول ابن عربي في الذكر الحقيقي الذي هو مجالسة بين العبد والحق: «وذلك أنه لا يعلم قدر هذه النشأة الإنسانية إلا من ذكر الله الذكر المطلوب منه، فإنه تعالى جليس من ذكره، والجليس مشهود للذاكر، ومتى لم يشاهد الذاكر الحق الذي هو جليسه فليس بذاكر. فإن ذكر الله سار في جميع العبد، لا من ذكره بلسانه خاصة، فإن الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة، فيراه اللسان من حيث لا يراه الإنسان.»
8
ويستشهد الصوفية أيضا في تفضيل الذكر على الصلاة بقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «تفكر ساعة خير من عبادة سنة.» قيل هو التفكير الذي ينقل العبد من المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى القناعة والزهد، وقيل هو التفكير الذي يظهر مشاهدة وتقوى، ويحدث ذكرا وهدى على حد قوله تعالى:
واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ، وقوله في وصف أعدائه:
অজানা পৃষ্ঠা