لما استكف الناس بالحسين ركب فرسه، ثم استنصت الناس، فانصتوا له.
فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي- (صلى الله عليه وسلم)- ثم قال:
تبا لكم [48- ألف] أيتها الجماعة وترحا (1)، حين استصرختمونا ولهين (2) فأصرخناكم موجعين، شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، وحششتم (3) علينا نارا اقتدحناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا (4) على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل رأيتموه. بثوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم ومن غير حدث كان منا ولا رأي يقبل فينا.
فهلا- لكم الويلات- إذ كرهتموها تركتمونا والسيف مشيم (5) والجاش (6) طامن، والرأي لم يستخف، ولكن استصرعتم إلينا كطيرة الدبا (7)، وتداعيتم إلينا كتداعي الفراش (8)، قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الأمة وشذاذ (9) الاحزاب، ونبذة الكتاب، وعصبة (10) الآثام، وبقية الشيطان، ومحرفي الكلام، ومطفئ السنن، وملحقي
পৃষ্ঠা ৭৮