148

তারিখ ইয়ামান

تاريخ اليمن ظلال القرن الحادي عشر الهجري- السابع عشر الميلادي/ تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى

তদারক

محمد عبد الرحيم جازم

প্রকাশক

دار المسيرة

প্রকাশনার স্থান

بيروت

إستيلاء صَاحب الْبَصْرَة على الحسا والقطيف قد ذكرنَا فِيمَا مضى أَن عِيسَى باشا طرد أَبَاهُ وَمَشى فِيمَا يأباه حِين لم يخْفض لَهُ جنَاح الذل من الرَّحْمَة وَلَا اسْتَفَادَ حِين عدم بر الْوَالِدين دوَام النِّعْمَة وَإِن أَبَاهُ صَمد إِلَى الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة بقلب ملسوع وَحَال غير مَجْمُوع فَفِي هَذِه الْأَيَّام ناقشه صَاحب الْبَصْرَة الباشا حُسَيْن وتاقت نَفسه إِلَى بِلَاده فَفتح الْعين إِلَى ضم القطرين وطحنه بالأنفاس وهم أَن يُرْسل عَلَيْهِ شواظين من نَار ونحاس فَعِنْدَ أَن أنس من مَمْلَكَته رَمَاه من حشاه ذَلِك الْقطر العريض الطَّوِيل فَكَأَنَّمَا جناله غرس العقوق حَبَّة فيل فارتفع عَن كرْسِي ملكه وَلَا كإرتفاع الْمَسِيح وَخرج من بِلَاده رَاهِبًا والراهب قد يسيح وانْتهى بِهِ الْهَرَب إِلَى حرم الحبيب وسوحه الرحيب فَوَقع على الْأمان بدعوة الْخَلِيل إِبْرَاهِيم وَكَانَ قد أدْرك عِيسَى من الْخَوْف مَا أدْرك مُوسَى الكليم واتصل بحمى الشريف زيد وخلص من حبائل الكيد وَكتب عرضا إِلَى السُّلْطَان يستعديه على صَاحب الْبَصْرَة ويستخرج من رفيع العتبات راية الأفراح لتحصل النُّصْرَة فَكَانَ بِسَبَب ذَلِك التَّجْهِيز على الباشا حُسَيْن كَمَا سَيَأْتِي فَإِن الباشا عِيسَى بعد أحيان عاوده الزَّمَان وانتصر لَهُ السُّلْطَان ولعلها عَادَتْ عَلَيْهِ عواطف تَوْبَة أبرمها أَو حَسَنَة قدمهَا وَفِي ربيع الأول سَار عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بن الإِمَام إِلَى ذمار وَفِيه جَاءَ الْخَبَر عَن مَكَّة أَن أسواقها زينت لفتح حصل لجنود السُّلْطَان بِبِلَاد مالطة وَفِي ربيع آخر هبت بجهات لحج ريح عقيم فِيهَا عَذَاب أَلِيم فاحتملت فِي الجو شَيْئا من الْحَيَوَانَات وَقيل إِنَّهَا إحتملت ثَلَاث نسوه ثمَّ دفع الله ضرها وَكفى أمرهَا وَفِي نصف هَذَا الشَّهْر سَار صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام إِلَى أَعلَى الْجوف فوصل إِلَى مَحل يُسمى الْمُلْتَقى بسفال وَادي شوابة فَأصْلح أحوالا وَأقَام هُنَاكَ أَمْوَالًا وَهِي أوطان مغلة كَانَت مُهْملَة مُنْذُ زمَان

1 / 194