তারিখ ওয়া ওয়াসফ জামে তুলুনি
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
জনগুলি
وقد تفنن الصانع في نقش ذلك إلى حد الإفراط، فأتى بالمعجز في التوريق، وتمكن من الحصول على الظل في عمق كبير.
وإذا نظر الإنسان إلى التزهير الموجود في التاجين الأولين وإلى كيفية عمل السلة والتوريق في التاجين الآخرين تصور أن ما يراه من الجص لا من الرخام، وتجويف المحراب مجلل بألواح من الرخام الملون الأحمر والأبيض والأسود والأخضر، والألواح ليست عريضة ومصفوفة بعضها بجانب البعض تتخللها هنا وهناك أشرطة رفيعة من الرخام.
وفوق هذه الكسوة نطاق من الفسيفساء المذهبة البيزنطية التي اشتهرت بها القسطنطينية وبيت المقدس (الحرم)، وهذه الفسيفساء مكونة من فصوص من الزجاج
43
على شكل الزهور الملتفة والأوراق، ومكتوب فيها: لا إله إلا الله محمد رسول الله بمادة سوداء رقيقة كالزجاج، ولا شك في أن هذه الفسيفساء والكسوة المتخذة من الرخام بتجويف المحراب تعديلات أدخلت على المحراب.
قال الأستاذ فان برشم: وهذه الفسيفساء نادرة جدا بالقاهرة، ولا يعرف منها غير ثلاثة نماذج صغيرة في المحاريب: بهذه القبلة، وفي مدرسة قلاون 684 هجرية/1285 ميلادية، وفي مدرسة أقبغا بالأزهر الشريف 734-740 هجرية/1333 و1334-1339م.
وهي في محراب الجامع الطولوني ترجع إلى سنة 696 هجرية/1296م، إذا كانت من عمل لاجين.
والظاهر أن صناعة الفسيفساء لم تتخذ في مصر أبدا، ولم تتداول فيها باستمرار، وهو بحث جدير بأن يعنى بالبحث فيه، ومما يستغرب له أن تلك النماذج الثلاثة ركبت في بحر نصف قرن، وقد روعي في التذهيب والتوريق بهذه الفسيفساء الزخرفة لا النقل عن الطبيعة. وفي مدرسة قلاون (المنصورية) فرع مورق خارج من آنية من فسيفساء («منشورات المعهد الفرنسي» المجلد 52، ص76) من قبيل الزخارف المتخذة من الفسيفساء بجامع عمر ببيت المقدس، ولكنها أدنى منها منزلة.
وفوق ذلك القبو عليه كسوة من ألواح رقيقة من الخشب مكسورة في عدة مواضع وعليها زخارف زهرية لم يحكم وضعها.
أما قطاع عقده المكندج المزدوج فقد علق عليه الأستاذ فان برشم بأنه يبتعد قليلا عن قطاع عقود الجامع التي تكلمنا عليها، ويقترب في شيء من الشبه للقطاع الفاطمي.
অজানা পৃষ্ঠা