তারিখ তারজামা
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
জনগুলি
هذا هو القانون العرفي الذي وضعه محمد علي، وأوجب أن يتبعه كل عائد من بعثة؛ ذلك أن يترجم هذا العضو كتابا في فنه الذي تخصص فيه، بل لقد كان يعهد أحيانا إلى بعض أعضاء البعثات بترجمة كتب في علم أو فن آخر غير ما تخصصوا فيه، أرسل الشيخ أحمد حسن الرشيدي لدراسة الطب في فرنسا، فلما عاد إلى مصر عهد إليه بترجمة كتاب في الجغرافيا. يقول في مقدمته: «لما من الله علي بالعود إلى وطني من بلاد الأوروبا، وقيدت بمدرسة الطب بمصر حكيما ومعلما من المعلمين الأطباء، تشاور أرباب ديوان المدارس والعلوم في اختيار كتاب أقوم بترجمته، حسبما تقتضيه القوانين والرسوم، ... فاتفق رأيهم على كتاب لازم لجميع المدارس الملكية، ومحتاج إليه في المكاتب السلطانية، وهو المرسوم بالدراسة الأولية في الجغرافية الطبيعية ... إلخ.»
49
وجه محمد علي بعوثه إلى مختلف دول أوروبا، ولم يختص واحدة منها بهذه البعوث دون الأخرى، وإن كان العدد الأكبر من هذه البعوث قد أرسل إلى فرنسا، وقد وجهت هذه البعثات لدراسة العلوم والفنون الأوروبية المختلفة؛ ولهذا نجد أن أعضاءها الذين شاركوا في حركة الترجمة قد ترجموا كتبا مختلفة الفنون والعلوم، وإن كنا سنلاحظ أن معظم الكتب التي ترجموها كتب طبية ورياضية.
كان طليعة البعثات في عهد محمد علي، ورائدهم الأول عثمان سقه باشي زاده أو عثمان نور الدين باشا فيما بعد، ذكر الأمير عمر طوسون،
50
ونقل عنه الدكتور عزت عبد الكريم أنه كان واحدا من أعضاء البعثة الثانية في عصر محمد علي، وأنه أرسل إلى فرنسا سنة 1819، وعاد إلى مصر سنة 1820، وذكر أيضا أن أولى بعثات محمد علي إلى أوروبا هي التي أوفدت إلى إيطاليا بين سنتي 1813 و1816، وكان أهم أعضائها نقولا مسابكي مدير مطبعة بولاق فيما بعد.
هذان هما أحدث المراجع العربية التي كتبت عن البعثات، وعنهما نقلت معظم المراجع الأخرى،
51
هذه الحقيقة، غير أن البحث قد دلنا على أن هذا الرأي بعيد عن الصواب، وعمدتنا في تحقيقه وثيقة معاصرة هي خطاب
52
অজানা পৃষ্ঠা