160

তারিখ তারজামা

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

জনগুলি

206

ويقول علي باشا مبارك في كتابه الخطط: «إني قد كنت من رجال هذه المدرسة، فعرفت المترجم فيها، واتخذته لي صاحبا وصديقا، كنت قد تعينت في سنة 60 التي التحق هو فيها بتلك المدرسة للسفر مع عدة من أمثالي إلى مملكة الفرنسيس لتكميل العلوم الرياضية، وتحصيل الفنون العسكرية المتعلقة بالطوبجية والاستحكامات، فلما رجعت إلى مصر بعد خمس سنين وجدته قد وصل إلى رتبة يوزباشي، وأخبرني أنه أحرزها في سنة 1262، وأنه عرب في هذه المدة عدة كتب في فروع الرياضيات منها كتاب في الطبوغرفيا والجيودوزية، وكتاب مكانيكا نظرية، وكتب ميكانيكا عملية، وكتاب أدروليكا، وكتاب حساب آلات، وكتاب طبيعة، وكتاب هندسة وصفية، وكتاب في حفر الآبار ورسالة في الأرصاد الفلكية تأليف الشهير «أرجو»، ولما أحيلت على عهدتي نظارة المهندسخانة وما معها سنة ست وستين بعد انتقالي من رتبة صاغ قول أغاسي إلى رتبة أميرالاي كان لي المترجم رفيقا مع قيامه بوظائفه، وطالما استعنت بقلمه على تأليف كتب متنوعة في فنون شتى، وقد ترجم في تلك المدة عدة كتب في الرياضة، منها كتاب في الحساب، وكتاب في الجبر، وكتاب في تطبيق الجبر على الأعمال الهندسية، وكتاب في الظل والمنظور، وكتاب في حساب المثلثات، وكتاب في الهندسة الوصفية، وكتاب في قطع الأحجار والأخشاب، وهي كتب جار عليها العمل إلى الآن في المدارس، وله غير ذلك من الكتب التي تجل عن الحصر.»

وهكذا كان صالح مجدي أسعد حظا من صديقه أبي السعود، فقد مهدت له معرفته بعلي مبارك السبيل إلى البقاء في مدرسة المهندسخانة في عهد عباس، وفي هذه المدرسة قضى نحو عشر سنوات أنتج فيها هذا الإنتاج الضخم، وفي عهد سعيد باشا عاد أستاذه رفاعة من السودان غير أنه ظل مدة عاطلا، فنقل مجدي في سنة 1272 وكيلا لمأمورية أشغال الطوابي بالقلعة السعيدية، وعهد إليه بترجمة الكتب العسكرية، ثم مباشرة طبعها في مطبعة بولاق، ثم لم يلبث أن جذبه رفاعة إليه فنقل ناظرا لقلم الترجمة الملحق بالمدرسة الحربية بالقلعة التي كان يتولى نظارتها رفاعة.

وفي أوائل عهد إسماعيل أعيد إنشاء قلم الترجمة

207

الملحق بديوان المدارس وتولى الإشراف عليه رئيسه القديم رفاعة بك، وكان من مترجميه أبو السعود وصالح مجدي، بل لقد أتى على هذا القلم وقت لم يكن به من المترجمين غير صاحبينا وزميل ثالث لهما كان له شأن أي شأن في ترجمة الكتب التاريخية في عصر محمد علي وهو حسن أفندي الجبيلي.

وقد شارك مجدي في تلك الفترة كأستاذه رفاعة وزميله أبي السعود في التحرير في روضة المدارس، ثم في ترجمة «قانون نابليون

Code du Napoleon » وفي ترجمة القوانين المختلفة الأخرى التي تم نقلها إلى اللغة العربية في عهد إسماعيل، وظل يتقلب في الوظائف حتى عين في سنة 1292 / 1875 قاضيا بمحكمة مصر، ولبث يشغل هذا المنصب حتى توفي في ذي الحجة سنة 1298.

وفي كل تلك العهود كان علي باشا يستعين به وبجهوده وعلمه في تأليف وتصنيف معظم كتبه؛ فقد قال في الخطط: «وفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين بعد الألف أحيلت على عهدتي - وأنا إذ ذاك ناظر القناطر الخيرية - مأمورية تأليف كتاب الهجاء والتمرين، فطلبت المترجم من ديوان المدارس بأمر عال فحضر عندي، واشتغل معي بالكتاب المذكور حتى تم على أحسن حال، وتكرر طبعه حتى زادت نسخه على خمسة عشر ألفا.»

208

অজানা পৃষ্ঠা