তারিখ তারজামা
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
জনগুলি
وعهد إلى نابغ آخر من تلاميذه ومواطنيه - وهو أحمد عبيد الطهطاوي أفندي - بترجمته، والكتاب من تأليف الفيلسوف الفرنسي المعروف «فولتير».
ومن كتب التراجم التي عربها خريجو الألسن كذلك كتاب «مطالع شموس السير في وقائع كارلوس الثاني عشر»، ترجمه محمد مصطفى الزرابي أفندي، «وكانت ترجمته بأوامر مدير المدارس، لا زال مختارا لإبراز الدرر والنفائس».
201
ولما كان الكتاب يؤرخ لمملكة «أسوج» - السويد - حتى عهد كارلوس الثاني عشر؛ فقد رأى المترجم أنه من المناسب أن يذيله «بتذييل لطيف يذكر فيه من حكمها بعده من الملوك إلى عهدنا هذا - طبع الكتاب في 1257 - على طريق الإيجاز، لتعلم أحوال تلك البلاد الشمالية، وتتم بذلك فائدة الكتاب»، وقد انتخب المترجم هذا التذييل من «كتاب المؤلف راغوان في أحوال القرن الثامن عشر».
202
ذكرنا قبل هذا أن خريجي الألسن في نحو عشر سنوات يتراوحون بين السبعين والمائة، وأنهم ترجموا ما يقرب من الألفي كتاب، ومن العسير أن نترجم هنا لجميع هؤلاء الخريجين، أو أن نذكر بالتفصيل جهودهم في الترجمة، فاكتفينا بعرض التيارات العامة التي كانت توجه المترجمين في قلم الترجمة الملحق بالمدرسة، وتحدثنا حديثا موجزا عن بعض جهود الخريجين تحت ضوء هذه التيارات، وسنتخير هنا علمين من أعلام الخريجين، فنتحدث عن جهودهما في الترجمة واكتفينا بالإشارة إلى جهود الآخرين بذكر الكتب التي ترجموها في الثبت العام للكتب التي ترجمت في عصر محمد علي الذي ألحقناه بهذه الرسالة.
هذان العلمان هما عبد الله أبو السعود أفندي والسيد صالح مجدي أفندي (بك فيما بعد)، وقد دفعنا إلى اختيارهما أنهما كانا أكثر الخريجين اتصالا بأستاذهم رفاعة في عهد محمد علي، ثم في عهد إسماعيل، وأنهما كانا أكثر الخريجين إنتاجا وترجمة، بل وتأليفا فيما بعد.
أما أبو السعود أفندي فقد ولد في دهشور سنة 1236، وكان والده قاضيا ثم اختير ناظرا لأحد المكاتب التي أنشأها محمد علي، وهو مكتب البدرشين، وذلك في سنة 1248، فألحق ابنه تلميذا بهذا المكتب، ومنه اختاره رفاعة بك في سنة 1250؛ ليكون تلميذا بمدرسة الألسن، وفيما تفوق على أقرانه وخاصة في اللغة العربية، فاختير في سنة 1254 مدرسا لهذه اللغة خلفا لأستاذه الشيخ حسنين الغمراوي، ومنح رتبة الملازم الثاني، وبعد قليل رقي إلى رتبة الملازم الأول ونقل إلى مدرسة المهندسخانة، فكان يدرس بها اللغة الفرنسية، ويشترك في تصحيح الكتب الرياضية التي يترجمها مدرسوها، ولم يكتف في هذه السنوات بالثقافة التي تلقاها في الألسن، بل كان يحضر دروس الفقه بالجامع الأزهر ومن أساتذته الشيخ خليل الرشيدي، والشيخ أحمد المرصفي، والشيخ المنصوري، والشيخ التميمي المغربي.
وفي سنة 1259 عندما أعيد تنظيم قلم الترجمة الملحق بالألسن تحت رئاسة رفاعة بك، ونظارة كاني بك نقل إليه أبو السعود أفندي، ولم يترجم في تلك الفترة إلا كتاب «نظم اللآلئ في السلوك فيمن حكم فرنسا ومن قام على مصر من الملوك»، والثلثان الأولان من الكتاب مترجمان عن الفرنسية، وموضوعهما تاريخ ملوك فرنسا من الدولة «الميروفنجية» إلى عهد الملك «لوي فيليب»، أما الثلث الأخير فمن وضعه وقد ضمنه تاريخ حكام مصر وولاتها منذ عهد الخليفة أبي بكر الصديق إلى عهد السلطان عبد المجيد، وقد طبع هذا الكتاب في بولاق سنة 1257.
وفي عهد عباس الأول انزوى أبو السعود أفندي موظفا عاديا لا جهد له ولا نشاط، ولا عجب؛ فهو تلميذ رفاعة، فلما تولى سعيد باشا الحكم عاد أبو السعود إلى الحياة، وسافر مع الوالي إلى السودان كاتبا لمعيته، وبعد عودته عين بقلم الترجمة بالخارجية، وفي أوائل عهد إسماعيل عاد إلى قلم الترجمة الملحق بديوان المدارس ليعمل من جديد بالاشتراك مع زميله صالح مجدي تحت رئاسة أستاذهما رفاعة بك.
অজানা পৃষ্ঠা