তারিখ তারজামা
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
জনগুলি
وفيها أيضا ترجم بعض الأشعار الفرنسية إلى شعر عربي، وبعض هذا الشعر لشعراء مجهولين، وبعضه أبيات «من القصيدة المسماة نظم العقود في كسر العود، للخواجة يعقوب، المصري منشأ، الفرنساوي استيطانا».
138
وقد ذكر رفاعة أنه ترجمها في سنة 1242 / 1826-1827، أي بعيد وصوله إلى باريس بقليل، وقد أحس رفاعة أن الشعر يفقد كثيرا من روعته إذا ترجم من لغة إلى أخرى؛ فقال في نهاية القصائد التي ترجمها: «وهذه القصيدة كغيرها من الأشعار المترجمة من اللغة الفرنساوية عالية النفس في أصلها، ولكن بالترجمة تذهب بلاغتها، فلا تظهر علو نفس صاحبها، ومثل ذلك لطائف القصائد العربية؛ فإنه لا يمكن ترجمتها إلى غالب اللغات الإفرنجية من غير أن يذهب حسنها، بل ربما صارت باردة ...»
139
ولم تقتنع لجنة الامتحان بهذه الجهود المكتوبة ورأت أن تختبره اختبارا شفهيا لتتأكد من مقدرته على الترجمة الصحيحة، فأحضرت له بعض الكتب المطبوعة في بولاق، فترجم بعض فقراتها بسرعة، «ثم قرأ بالفرنساوي مواضع ، منها ما هو صغير، ومنها ما هو كبير في كازيطة مصر المطبوعة في بولاق»
140 (يقصد الوقائع المصرية).
وبهذا تم اختباره في الترجمة عن العربية إلى الفرنسية، ثم أعطته اللجنة النص العربي للرسالة التي ترجمها عن «عمليات رؤساء الضباط العسكرية»، وأمسك أحد أعضاء اللجنة بالنص الفرنسي، وأعاد رفاعة ترجمة النص الذي بيده إلى الفرنسية، والممتحنون يقابلون بين ما يقول وبين النص الأصلي الذي بأيديهم، ووفق في ترجمته، وقررت اللجنة «أنه تخلص من هذا الامتحان على وجه حسن، فأدى العبارات حقها من غير تغيير في معنى الأصل المترجم»،
140
ولكنها أخذت عليه أنه «ربما أحوجه اصطلاح اللغة العربية أن يضع مجازا بدل مجاز آخر، من غير خلل في المعنى المراد، مثلا في تشبيه أصل علم العسكرية بمعدن مشبع يستخرج منه كذا، غير العبارة بقوله علم العسكرية بحر عظيم يستخرج منه الدرر، وقد اعترض عليه في الامتحان بأنه بعض الأحيان قد لا يكون في ترجمته مطابقة تامة بين المترجم والمترجم عنه، وأنه ربما كرر، وربما ترجم الجملة بجمل، والكلمة بجملة، ولكن من غير أن يقع في الخلط، بل هو دائما محافظ على روح المعنى الأصلي، وقد عرف الشيخ الآن أنه إذا أراد أن يترجم كتب علوم، فلا بد له أن يترك التقطيع، وعليه أن يخترع عند الحاجة تغييرا مناسبا للمقصود.»
141
অজানা পৃষ্ঠা