فهذه تواريخ ملوك الروم الذين ملكوا بعد الإسكندر اليوناني إلى سنة الهجرة، وعددهم ثمانية وخمسون ملكا لأن الهجرة كانت في السنة التاسعة من ملك هرقل. وهذه التواريخ أخذتها عن رجل رومي كان فراشا لأحمد بن عبد العزيز بن دلف، فوقع عليه السباء وهو رجل كبير يقرأ ويكتب بالرومية، وكان لا ينبعث في النطق بالعربية إلا بجهد وكان له إبن من جند السلطان منجم فهم يقال له يمن، فترجم لي عن لسان أبيه إملاء من كتاب له رومي الخط هذه التواريخ. ثم أصبت في كتاب صنفه قاض من قضاة بغداد يقال له وكيع، فصلا من تواريخ ملوك ساقها من إبتداء ملك قسطنطين إلى سنة إحدى وثلاثماية من الهجرة. وأنا أحكي في الفصل الرابع جملا من أخبار طبقات ملوك الروم الثلاث الذين قد تقدم ذكرهم، حاكيا ذلك عن الرومي الحاكي بتواريخ سنيهم، ثم أعدل إلى الحكاية عن كتاب وكيع في الفصل الخامس إن شاء الله عز وجل.
পৃষ্ঠা ৫৬