ولما علم سناتو رومة بمساعي فيليب أطلق سراح ابنه دمتريوس الذي كان أخذ ضمن الرهائن وأرسله لبلاده ليكون نصيرا للرومان على والده، فذهب إلى مقدونية وصار رئيسا للحزب المصافي للرومانيين، وكان له أخ لأبيه يدعى (برسيه)، فخشي برسيه من أن يرث دمتريوس الملك بعد أبيه دونه بسبب أن والدته ليست من العائلة الملوكية؛ فسعى به لدى والدهما وأقنعه بأن دمتريوس يؤامر لقتله، فحنق عليه والده وقتله سنة 181، ثم ندم على تسرعه وحزن حزنا شديدا كان سببا لوفاته في سنة 179 فخلفه ابنه برسيه المعادي للرومانيين، وتظاهر في أول أيامه بقبول الشروط التي قبلها والده، وأخذ في استمالة القبائل المجاورة له وملوك اليونان بآسيا الصغرى وفي تحريض المتبربرين على تعدي الحدود الرومانية، وأرسل وفدا إلى قرطاجة يطلب منها المساعدة والمعاونة سرا وأخذ يستعد لمحاربة الرومانيين ومنازلتهم.
هوامش
محاربة مقدونية وجعلها ولاية رومانية
ولما علم ملك برغامة بهذه الاستعدادات أخبر الحكومة الرومانية لتأخذ حذرها لكي لا تتهمه فيما بعد بممالأة المقدونيين، فأرسلت رومة وفدا مؤلفا من سبعة أشخاص إلى بلاد اليونان لإبطال مساعي (برسيه) وتحذيرهم من سوء العاقبة لو اتبعوه، وأرسلت لمقدونية جيشا من خمسة آلاف مقاتل في سنة 169ق.م، وانقضت هذه السنة في مناوشات خفيفة بين الطرفين لم تأت بفائدة قطعية.
وفي سنة 168 انتخب بوليوس أمليوس
1
قنصلا وسافر للانضمام للجيش المحارب في مقدونية، وبعد أن أعاد النظام إلى الجيش ومرنه على الحرب في عدة مواقع ومناوشات صغيرة، قصد العدو وحاربه في سهل فسيح بالقرب من مدينة بيدنه
2
وانتصر عليه نصرا عظيما في 22 يونيه سنة 168، أثبت به أفضلية النظام الروماني على النظام اليوناني الذي كان وضعه إسكندر الأكبر بعد تجاربه العديدة.
وبعد أن تبدد شمل الجيش المقدوني هرب (برسيه) ولجأ إلى بعض القرى الصغيرة، ثم سلم نفسه للقائد الروماني مع بكر أولاده بسبب وقوع أولاده الآخرين بين أيدي الرومانيين بدسيسة، وخيانة أحد أتباعه فأرسله وأولاده إلى رومة.
অজানা পৃষ্ঠা