বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
وفي يوليو من عام 1703م أعطى جوزيف دادلي شهادة القرصنة للسفينة «تشارلز» الشراعية ذات الصاريين، والتي قام ببنائها وتسليحها الأغنياء من أبناء مدينة بوسطن بأنفسهم، وتم التصريح لقبطانها بالاستيلاء على السفن الفرنسية عند سواحل أكاديا ونيو أسكتلندا.
وذات يوم - وكانت السفينة «تشارلز» راسية بالقرب من ماربهليد - إذ بطاقمها يعلن العصيان، فيلقي من فوقها بالقبطان، ليحل محله زعيم المتمردين المدعو جون كلفتش، لتظهر «تشارلز» بعد ذلك بثلاثة أشهر عند شواطئ البرازيل ترفرف عليها راية «أولد روجر» السوداء، يتوسطها رسم لهيكل عظمي بشري ممسك في إحدى يديه بسيف، وفي الركن سهم نافذ في قلب تقطر منه ثلاث قطرات من الدم تسقط في كف اليد الأخرى، وقد قامت سفينة القرصنة المذكورة بالاستيلاء على تسع سفن برتغالية، بما تحلمه من ذهب وأموال وذخائر ومنسوجات وأطعمة وروم.
5
قرر كفلتش - بعد أن جنى ثروة هائلة هو وطاقمه في بحار أمريكا الشمالية - العودة إلى ماربلهيد، ومن الصعب أن ندرك سبب اختيار كفلتش لهذا الميناء بالتحديد دون جميع موانئ العالم، على الرغم من أن الجميع كانوا ما يزالون واقعين تحت تأثير تمرد البحارة، ومصرع قبطان «تشارلز» الذي لم يمض عليه وقت طويل. وما إن وصل كفلتش إلى الشاطئ حتى مثل أمام النائب العام، وقد أمكن القبض أيضا على رفاقه الآخرين الذين كانوا قد فروا بغنائمهم إلى أماكن متفرقة. وفي التاسع من يونيو عام 1704م تمت إدانة خمسة وعشرين قرصانا من قبل إدارة البحرية ببوسطن، وحتى عام 1704م لم يكن يسمح بمحاكمة من يتهم بممارسة القرصنة إلا في إنجلترا. وقد وضع هذا القانون العراقيل بشدة أمام مكافحة القرصنة في المستعمرات، وكذلك كانت هناك مصاعب جمة تتعلق بنقل المساجين إليها، ناهيك عن أن الكثير منهم كان يطلق سراحهم على أيدي رفاقهم في عرض البحر.
في عام 1701م أصدر الملك وليم الثالث مرسوما خاصا يعطي للمحاكم الإنجليزية، خارج إنجلترا، صلاحية مطلقة لنظر قضايا القرصنة.
لو أن الأمر اقتصر على مجرد إغارة كفلتش على السفن الفرنسية، فربما كان قد اتهم بالشغب فقط، ولكن بما أنه أصبح يسرق ويقتل أصدقاء وحلفاء ملكته، فقد صدر الحكم عليه هو وشركاؤه الخمسة والعشرون بالإعدام شنقا، كما جرى العفو عن ثلاثة عشر من القراصنة المتهمين بشرط الالتحاق بخدمة الملكة.
كان يوم الجمعة الموافق عشرين من يونيو عام 1704م عيدا كبيرا لسكان بوسطن، لقد تحول الإعدام العلني الذي تحدد له هذا اليوم إلى عرض مسرحي هائل. كانت تلك الحالة من الحالات النادرة آنذاك التي تجرى فيها معاقبة القراصنة، الذين كانوا ينجحون في معظم الأحوال من الإفلات من العقاب، بفضل فساد ذمم السلطات الاستعمارية. زد على ذلك أن أعضاء الكونجرس في بوسطن قد استفادوا كثيرا من قضية كفلتش بعد أن تقاسموا فيما بينهم الذهب الذي كان القراصنة قد نهبوه. وقد أشار المؤرخ الذي درس هذه القضية بدقة أن البرتغاليين - أصحاب هذا الذهب الشرعيين - لم يستعيدوا منه ولو جراما واحدا على الإطلاق.
لقد كان للحروب، التي دارت رحاها في القرن الثامن عشر، أثرها في انتشار القرصنة في بحار أمريكا الشمالية، التي سرعان ما تفتحت أمام القرصنة العلنية. وعلى مدى سبع سنوات من الثورة الأمريكية، بدءا من عام 1775م ظل القراصنة يعملون النهب في جزر الأنتيل، وكان من بينهم إنجليز وفرنسيون وإسبان لديهم شهادات قرصنة.
ولقد تركز عدد كبير من الصيادين على وجه الخصوص عند ساحل أمريكا الشمالية إبان الحروب الفرنسية الإنجليزية، أي في السنوات من 1793 إلى 1815م أملا في الحصول على غنائم سهلة. وقد التزم غالبية القراصنة الذين ورد ذكرهم بالحيدة التامة آنذاك، ولم تكن بهم أدنى رغبة في إسداء العون لأي من الأطراف المتاحة، مولين جل اهتمامهم إلى الغنائم الضخمة، غير مبالين بنتائج الحرب التي سوف يتحول الآلاف من لصوص البحر بمجرد انتهائها إلى احتراف القرصنة.
وقد اتضح فيما بعد أن هؤلاء اللصوص أسوأ مائة مرة من كل من سبقوهم في تاريخ القرصنة البحرية، فلم يكن من بينهم من يمتلك، ولو مسحة من النبالة التي اتسم بها القراصنة البوكانيون القدامى، وإنما كانوا يتحركون يدفعهم أمر واحد هو الجشع.
অজানা পৃষ্ঠা