বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
تم التوصل إلى طريقة جديدة لمكافحة القرصنة بدت لمبتكريها مؤثرة، بحيث يمكن باستخدامها توجيه ضربة ماحقة لقدرة لصوص البحر؛ فقد طرح اقتراح بإعطاء شهادات تبيح الاستيلاء على شحنات السفن الأخرى الغربية لهؤلاء القباطنة، الذين اضطروا للدخول في معركة مع القراصنة وذلك على مسئوليتهم. على أن هذه الطريقة لم تزد الأمر في النهاية إلا سوءا، فقد أصبحت هذه الشهادات تستخدم بأشكال مختلفة ومفاجئة؛ فعلى سبيل المثال: لو أن تاجرا إنجليزيا تعرض لهجوم من جانب القراصنة الفرنسيين، وانتهى الأمر بسرقته على أيديهم، وبلغت خسارته ما قيمته خمسون جنيها إسترلينيا، فإن الحكومة الإنجليزية تمنحه شهادة تعطيه الحق في الاستيلاء على بضائع من أية سفينة فرنسية تساوي هذه المبلغ.
دليل واضح على النتائج المدمرة لمثل هذه القوانين، تمثله الحادثة التالية التي وقعت للتاجر الأسكوتلندي أندريه بارتون:
حصل بارتون من الملك ياكوف الرابع، ملك أسكوتلندا، على شهادة تعطيه الحق في الانتقام، بعدما أبلغ عن وقوع أبيه منذ عدة سنوات خلت ضحية النهب البحري من جانب البرتغاليين، ظهر بارتون عند شاطئ فلاندريا على رأس سفينتين مسلحتين على نحو جيد هما: «لياون»، و«جينيت بيرفين». قام بارتون بنهب كل السفن التي صادفته في طريقه أيا كان العلم الذي ترفعه، وخصوصا السفن الإنجليزية التي كانت تعمل بالتجارة مع الموانئ الفلمندية، وفي النهاية أحدث نشاط بارتون ضجة هائلة، الأمر الذي دفع الملك هنري الثامن لإرسال عدد من سفنه لمقاومته. لقد لقي بارتون مصرعه إبان المعركة البحرية الشديدة التي جرت عند جودويانساندس. أما سفنه فقد قطرها المنتصرون إلى بلاكويل، حيث ضمت إلى الأسطول البحري العسكري الإنجليزي. وقد صارت هذه المعركة موضوعا لعدد من الأساطير الشعرية فيما بعد.
في بداية التنافس بين إنجلترا وإسبانيا في حوالي النصف الثاني من القرن السادس عشر، من أجل فرض السيطرة على بحار الدنيا، لعبت القرصنة دورا مهما، وكان لواء النصر يعقد تارة لصالح هؤلاء ، وتارة لصالح أولئك، كما أصبح العداء الديني بين إسبانيا الكاثوليكية وإنجلترا البروتستانتية حجة إضافية. وسرعان ما انتقلت ساحة الحرب بينهما من المياه التي تحيطها الشواطئ الأوروبية إلى المحيط الأطلنطي، ومنه إلى مياه العالم الجديد.
وإذا قمنا بدراسة المراسلات الدبلوماسية في فترة حكم كل من هنري الثامن وإليزابث الأولى،
40
لأمكننا أن نلاحظ دون صعوبة تذكر، أن الاحتجاجات التي تقدمت بها مختلف الدول ضد النشاط الواسع للقرصنة الإنجليز تشغل فيها حيزا كبيرا، كما أن الجزء الأكبر منها مكرس لنشاط توماس ويندهام من نورفولك الذي خدم ضمن الأسطول البحري العسكري الإنجليزي، حتى وصل إلى رتبة نائب أدميرال، بالرغم من أنه اشتغل أيضا بالقرصنة. وكان إعادة الاستيلاء على السفن المارة في قناة المانش والمحملة بالسكر ثم شحنه إلى وترفورد، حيث يباع لتجار لندن واحدة من المهام الرئيسية التي كان منوطا بها، وقد طلب السفير الإسباني من الملكة إليزابث الأولى بعد اعتلائها العشر بعامين، المثول أمامها حتى يعلن لها باسم ملكه احتجاجه الشديد ضد أعمال الاغتصاب والقرصنة التي يمارسها البحارة الإنجليز. وفي نفس الوقت ازدهرت في ميناء دوفر الواقع جنوبي إنجلترا سوق للتجارة بالنبلاء الإسبان، وكان الوسطاء يدفعون مقابل كل إسباني حسن الهيئة ويبشر بفدية ضخمة، مبلغا يصل إلى جنيه إسترليني.
كان أكثر ما يوغر صدر الأسقف كواندر، الذي كان يمثل الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا لدى بلاط إليزابث الأولى ويزيد من حنقه، هو قضية القرصانين: بول، وتشامبني. دأب هذان الرجلان على مهاجمة السفن الإسبانية في طريق عودتهما من جزر الأنتيل متربصين لها في المسافة الواقعة ما بين جزر الأزور والكناريا. وفي عام 1560م نزل القرصانان إلى إحدى جزر كناريا، وهناك تمكن الإسبان من القبض عليهما، وأودعهما إحدى القلاع، حيث بقيا هناك حتى أعياد الميلاد، وعندئذ انتهز اللصان فرصة ذهاب جميع السكان إلى القداس المقام في الكنيسة، ليفرا من السجن، ويتسللا إلى المرسى، حيث تمكنا من الاستيلاء على سفينة راسية نجحا في الوصول بها سالمين إلى إنجلترا.
كان لهذا العمل نتائج خطيرة، فإليزابث والمقربون لها كانا قد عزما منذ زمن بعيد على الانتقام من إسبانيا المنافس الرئيس لهم في البحار. على أن إنجلترا لم تكن مستعدة آنذاك للدخول في معركة معها؛ ولذلك عمدت إلى تجنب الدخول في نزاع مباشر ولو لبرهة. في الوقت نفسه لم يكن بنية حكومة الملكة إليزابث وضع العراقيل أمام نشاط القرصنة، الذي يمارسه البحارة الإنجليز ممن راحوا بصورة جادة يقوضون من سطوة عدو المستقبل.
إبان الحرب مع إسبانيا خدم أشجع قراصنة ألبيون بلادهم كجنود، وأصبحت أسماء جنود الملكة من الذين تحولوا إلى قراصنة؛ من أمثال هوكنز، ودرايك، وجرينفيل، وفروبشاير، وكامبرلاند، تنزل منازل الشرف في تاريخ إنجلترا. وكذلك حاز الكثير منهم إلى ألقاب النبالة، وعلى المناصب العليا في الدولة مقابل ما أدوه لها من خدمات جليلة في حربهم مع العدو، واشتراكهم في تدمير الأسطول الإسباني أرمادا الذي لا يقهر، في يوليو من عام 1588م.
অজানা পৃষ্ঠা