বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
على الرغم من القرار الذي اتخذه حلف الهانزا بالقضاء على الفيتاليين دون هوادة ولا رحمة، فقد اتسع نشاط القراصنة، وبمرور الوقت بلغ هذا النشاط إلى حد أنه لم تكن هناك سفينة يمكنها المرور عبر المضيق الدنماركي، والخروج من البلطيق إلى بحر الشمال أو العكس، إلا بعد أن تدفع الإتاوة للفيتاليين. بعد إحراق مدينة برجن، أخذ القراصنة في نهب كل من يعترضهم، حتى أولئك الصيادين الذين كانوا يصطادون الأسماك من بحر الشمال لتمليحها، نتيجة لكل ذلك توقفت الملاحة التجارية فضلا عن صيد السمك.
أصبح هذا الوضع يمثل تهديدا لوجود الدولة المطلة على أحواض بحري البلطيق والشمال، عندئذ قررت تلك الدول أن توحد قواها حتى تضع من أجل مصالحها المشتركة نهاية للنهب البحري. على أن أول حملة وجهت للقراصنة، تحت قيادة الملكة مارجريتا والملك ريتشارد الثاني ملك إنجلترا، منيت بالفشل. اشتد ضيق الهانزا أيضا من القراصنة؛ فالخسائر التجارية التي ألحقها النهب البحري بمدنه لم تعوضها الخدمات التي أداها له القراصنة، تلت الحملة الأولى حملة أخرى في عام 1394م أعدتها هذه المرة مدن الهانزا، واشتركت فيها خمس وثلاثون سفينة حربية ، وثلاثة آلاف نبيل، إلا أنها لم تأت هي الأخرى بالنتائج المرجوة.
بمرور الوقت أخذ تناسب القوى في منطقة بحر البلطيق والدول المطلة عليه يتغير لصالح الفيتاليين. ولما كانت الملكة مرجريتا لا تملك إمكانية تسوية أمورها مع القرصنة، فقد توجهت بطلب العون من كونرادفون بونجينجين بطل جماعة الصليبيين، كانت هذه الجماعة آنذاك في قمة قوتها، وكان قد تم بناء جيش محكم وأسطول ذي بأس شديد.
وعندما أبحر الصليبيون في عام 1398م باتجاه جوتلند، لم يكن بمقدور الفيتاليين التصدي لهم، ولم يكن أمامهم من بد سوى التكدس على بواخرهم، ومغادرة البلطيق إلى الأبد، وليلوذوا بعد فرارهم من وكر القرصنة ببحر الشمال، حيث استولوا هناك على جزيرة هيلجولاند وقاموا بتحصينها، على أنه بوجودهم عند مصب نهر إلبا، اتضح أنهم قد وقعوا وجها لوجه مع عدوهم الرئيس الهانزا، لكن الهانزا هذه المرة لم تعد مجرد الربع الفندي،
28
وإنما صارت ميناءين قويين؛ هما هامبورج وبويمن اللذان لم يعودوا فضلا عن ذلك يعتزمان اللجوء لخدمات القراصنة. ولم يشأ هذان المركزان التجاريان التصالح مع وجود القراصنة قاب قوسين أو أدنى من أبوابها.
في عام 1401م غادرت مصب نهر إلبا سفينة تجارية ضخمة، كان من الجلي أنها محملة عن آخرها بالنفيس من البضائع. يممت السفينة شطر بحر الشمال متجهة مباشرة إلى هيلجولاند. هنا انقض القراصنة الذين كانوا متربصين لهذه الغنيمة
29
السهلة، التي بدت لهم دون حماية تذكر، لكن حسابهم كان عسيرا فلم تكن إلا سفينة حربية، سفينة - فخ - اتخذت هيئة السفن التجارية، وما هي إلا دقائق حتى دخل طاقمهما الكثير العدد والعتاد في معركة مع القراصنة، التهمت الفيتاليين الذين لم يتمكنوا حتى أن يلحظوا في وطيسها
30
অজানা পৃষ্ঠা