বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
على أن كلاوس شتيورتيبيكر قد دخل التاريخ، لا بسبب ما ارتكبه من أعمال الاغتصاب والقرصنة، ولكن بفضل نشاطه السياسي. وقد أتيحت له الفرصة لذلك في عام 1389م عندما اشتد الصراع في السويد على العرش؛ فقد سقط هناك الملك ألبريخت (الذي لم يكن يتمتع بأي قدر من الشعبية وسط الإقطاعيين في ألمانيا) في أسر الملكة مرجريتا ملكة الدنمارك، والنرويج لم يبق على ولائه للملك في تلك الحرب سوى حامية استوكهولم التي أبدت مقاومة شديدة ضد الدنماركيين. كان الألمان آنذاك يشكلون الغالبية بين سكان استوكهولم، وعلى عكس الملكة مرجريتا فقد عضد الملك آبريخت التجار الألمان في السويد، ولو كان الدنماركيون قد استطاعوا الاستيلاء على استوكهولم لزالت مميزات التجار الألمان، الأمر الذي كان سيؤدي بدوره إلى خلخلة توازن القوى في البلطيق، ولأنزل هذا بالهانزا ضربة قاصمة. لقد أرسل المدافعون عن استوكهولم - الذين أوقفوا بصعوبة بالغة من تفوق عددهم، عددا وعدة - إلى الهانزا رسائل يائسة يطلبون فيها منها المساعدة. وفي هذا الموقف ولت لويبك وجهها - ويا للعجب - نحو القراصنة الهولنديين.
وافق شتيورتيبيكر على تقديم العون لألمان استوكهولم وللهانزا، ومن ثم شرع في اتخاذ العمليات الحربية ضد الدنماركيين معتمدا في ذلك على أسطوله. لم يكن باستطاعة شتيورتيبيكر أن يقف في وجه السفن الحربية الدنماركية الجيدة التسليح في معركة مفتوحة، في الوقت الذي كان كل ما يملكه لا يزيد عن عدد من السفن الصغيرة الخفيفة، فقرر أن يبحث عن وسيلة أخرى يساعد بها المحاصرين. لم تفلح عملية اقتحام المدينة، وتحول الدنماركيون إلى فرض الحصار في محاولة لتجويع المدافعين لإجبارهم على الاستسلام. وها هم قد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفهم، بعد أن قطعوا طرق توصيل المؤن من ناحيتي البر والبحر. لقد أصبح واضحا للعيان أن لا عاصم للمحاصرين مما هم فيه سوى أعمال تتسم بالسرعة والحسم.
ذات مرة - وعلى حين غرة - ظهرت عند مشارف استوكهولم فجرا مجموعتان من سفن القراصنة، وفي الوقت الذي قامت فيه المجموعة الاولى بشن هجوم شجاع على كردون السفن الدنماركية، انتهزت المجموعة الثانية فرصة الذهول والاضطراب الذي أحدثه هذا الهجوم المفاجئ، فانسلت من جانب الدنماركيين تماما لتدخل إلى ميناء استوكهولم. لقد كرر القراصنة هذه المناورة عدة مرات تكللت جميعها تقريبا بالنجاح. وفي كل مرة كانت السفينة تحمل المؤن والأغذية إلى المدافعين عن المدينة، من هنا حمل القراصنة الهولنديون اسم «الإخوة الفيتاليون»
Vitalienbruder ، المشتق من الكلمتين الألمانيتين
Buder ، ومعناها إخوة و
Vitalien ، ومعناها الغذاء أو الطعام.
كان للمآثر البطولية التي اقترحها الفيتاليون، وكذلك كونهم من الدهماء الذين رفعوا شعار العدالة الاجتماعية، وقاتلوا تحت رايته، أثره في أن حصلت جماعتهم على التعاطف والشعبية بين البسطاء من أبناء مدن حلف الهانزا، أفضل دليل على ذلك ما أسفر عنه هجوم القراصنة على فيسمار. لقد عقد شتيورتيبيكر ورفيقه جوديكي ميخلس العزم على اتخاذ خطوة بدت متهورة، وهي الهجوم على ميناء فيسمار في محاولة منهما لفك أسر عدد من أنصارهم، وتوفير المؤن للشتاء. صحيح أن مجلس المدينة - الذي بوغت بالهجوم المفاجئ - قد تمكن من الاستنجاد بمدن الهانزا الأخرى، ولكن ذلك جاء بعدما نجح جيش الفيتاليين المنتصر في مهمته، وأوغل مبتعدا في البحر. لم يكن الفيتاليون ليتمكنوا من تنفيذ هذه الخطة المتهورة، لولا أن مواطني فيسمار البسطاء، الذين كانوا يكنون العداء لنبلاء مدينتهم، قدموا المعونة في هذه العميلة لأبطال ستوكهولم الأسطوريين.
نفس الدور لعبته مؤازرة عامة الشعب عند فتح الفيتاليين عام 1392م لمدينة برجن مركز النرويج التجاري آنذاك؛ فقد استولى القراصنة على الإدارة المحلية للهانزا، وأضرموا فيها النيران، وقاموا إبان عمليتهم هذه بأسر العديد من وجهاء برجن، ثم طالبوا بفدية ضخمة مقابل إطلاق سراحهم.
أصبح الوضع السياسي للفيتاليين في أواخر القرن الرابع عشر، ومستهل القرن الخامس عشر، وضعا يتسم بالازدواجية إلى حد كبير. فمن ناحية قام الفيتاليون بالوقوف ضد النظام الاجتماعي السائد بمحاربتهم للدوائر الحاكمة في المدن، أعضاء حلف الهانزا النبيل ومجالس المدن. ومن ناحية أخرى قاموا مرات عدة، كما حدث في استوكهولم، بالعمل في خدمة هذه المدينة أو تلك ضد أعدائها، ومن ثم فكثيرا ما كانوا يدخلون في حرب ضد مدينة أخرى من مدن الهانزا، كانت منافسة في الوقت نفسه لأعدائهم. وهكذا كان الفيتاليون يتصرفون في أوقات عدة بوصفهم مرتزقة مأجورين، يعملون في خدمة نفس هذا النبيل الذين كانوا يعدونه عدوهم الرئيس.
إن هذا الوضع - المتناقض للوهلة الأولى - انعكس بصفة خاصة في نصوص عدد من محاضر وقرارات الهانزا. وقد حدث مرارا أن اتخذ مؤتمر حلف الهانزا قرارات بالقيام بعمليات عسكرية، كان من الضروري أن تستخدم فيها القراصنة إلى جانب الهانزا علنا بشكل أو بآخر، في الوقت الذي يتخذ فيه نفس المؤتمر قرارا آخر باستئصال شأفة القراصنة في بحر البلطيق، ومن بينهم خاصة الفيتاليين؛ وذلك لأن تجار الهانزا، الذين كانوا لا يستنكفون أحيانا عن القيام بسرقة، كانوا يميلون في سياستهم إلى ممارسة تجارة دولية ضخمة؛ ولهذا سعوا لإزالة كل العوائق - بقدر الإمكان - من أمام هذه التجارة.
অজানা পৃষ্ঠা