বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
18
وأدت أعمال النهب التي قام بها القراصنة السلافيون إلى انهيار هايتهابا، بل والمدن السلافية نفسها التي فقدت إمكانات ممارسة التجارة بحرية. جدير بالاهتمام هنا أيضا الخسائر التي لحقت بالقراصنة أنفسهم (خذ مثلا ما حدث لمدينة فولين
19
نتيجة الهجمات المضادة التي شنها الإسكندنافيون، في الوقت نفسه أسهم انهيار المدن السلافية الواقعة على بحر البلطيق في تغلغل الجرمانيين وقيامهم باحتلال هذه المنطقة، الأمر الذي ساعد بدرجة كبيرة على دعم مكانة جمعيات الفرسان الإقطاعية الجبارة، وظهور حلف الهانزا.
حلف الهانزا وجماعة الإخوة الفيتاليين
دفع اشتداد أعمال القرصنة في البحر، وقطع الطرق في البر، تجار شمال غرب أوروبا للاتحاد من أجل الدفاع عن مصالحهم المشتركة وتأمين التجارة. ولتحقيق هذا الهدف جرى في قاعة مبنى بلدية لويبك، وبحضور جميع أعضاء مجلس المدينة وتجارها، وكذلك ممثلي مدينة هامبورج، توقيع اتفاق إنشاء حلف بين المدينتين. جاء في هذه الوثيقة، التي أصبحت بمثابة نقطة انطلاق لإقامة اتحاد تجاري ضخم، كان يسمى باللغة الألمانية القديمة (الهانزا) ما يلي: «ليكن معلوما للجيل الحالي، وليذكر أحفادنا، أننا وأصدقاءنا الأعزاء مواطني مدينة هامبورج، قد قمنا بعقد الاتفاق التالي، والذي ينص على أنه في حال قيام القراصنة أو غيرهم من الأشرار بمهاجمة مواطنينا أو مواطنيهم، بدءا من المكان الذي يصب فيه نهر ترافي مياهه في البحر، وحتى مدينة هامبورج ذاتها. ومن عندنا وبامتداد نهر لابا وحتى البحر نفسه، أو اعتدوا على مواطنينا أو مواطنيهم، فإن كل التكاليف والنفقات المتعلقة بضرب وتدمير هؤلاء اللصوص، يتم تقسيمها بيننا وبينهم مناصفة.»
20
كانت طرق أوروبا البرية في القرن الثالث عشر مليئة بقطاع الطرق، بينما ازدحم البحر بالقراصنة؛ ولهذا فإن نقاط الاتفاق التي تعرضت للأعمال المشتركة بين المدينتين ضد الأعداء المشتركين، ولتأمين الملاحة، كانت ذات أهمية عملية جوهرية.
قدم النضال المشترك للحلفاء فائدة كبرى؛ إذ سهل عليهم سبل التجارة البرية والبحرية غيرهم من الدول. على أن هؤلاء الحلفاء أنفسهم كانوا في ذات الوقت يتنافسون فيما بينهم تنافسا تجاريا شديدا، مصارعين بعضهم البعض بكل الوسائل التي كان الأخذ بها مقبولا آنذاك، بما فيها السطو، على الرغم من مثل هذه الخلافات الداخلية؛ فقد اعترفت بعض المدن بأن قيامها - إذا لزم الأمر - بأعمال موحدة يظهرون فيها على المناطق الساحلية لأوروبا الشمالية، سوف يجلب عليهم، كحلفاء، مكاسب محددة. على هذا لم يكن غريبا أن نتوقع لويبك في نفس عام 1241م معاهدة صداقة وتعاون مشترك مع مدينة زيست، ومعاهدة شبيهة في عام 1259م مع أقرب موانئ البلطيق إليها؛ روستوك، وفيسمار ، وقبل ذلك بقليل، في عام 1253م، قامت بعض المدن التي مارست التجارة مع جزيرة جونلاند بعمل حلف يجمعهما ببعضهم البعض؛ مثل: براونشفايج وشتادي، كولن، وبريمن، بريمن وهامبورج، مونسة ودوتموند، زيست وليبي، بهدف النضال من أجل سلامة التجارة. وهكذا فإن كل مدينة من المدن المذكورة كانت مرتبطة بالمدن الأخرى، إما مباشرة وإما من خلال حليف لها.
بحلول نهاية القرن الثالث عشر، بدأ حلفاء آخرون ومدن متفرقة، تقع جميعها في أحواض بحري الشمال والبلطيق، في الانضمام إلى حلف الهانزا الذي ترأسته مدينة لويبك. وفي عام 1293م قررت أربع وعشرون مدينة من مدن شمال أوروبا العمل بشكل جماعي لمعالجة قضايا السياسة التجارية، وكانوا يلجئون إلى عقد جمعية عامة في حالة نشوب خلافات بينهم، ومن وقت لآخر - وفقا للاعتبارات السياسية والتجارية - كانت بعض مدن الدول الأعضاء في حلف الهانزا، تنظم مؤتمرات لحل الخصومات ووضع سياسة الحلف في المستقبل، أخذ عدد أعضاء الهانزا في التزايد المستمر، وقد بلغ عدد الموقعين على الوثيقة التي أعلنت بموجبها الحرب على فولدمار، ملك الدنمارك في عام 1367م، سبعة وسبعون موقعا يمثلون مختلف المدن.
অজানা পৃষ্ঠা