বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
30
فور طرد القراصنة من الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط، أعاد بومبي إطلاق أسطوله إلى الجزء الشرقي من البحر؛ حتى لا يعطي لعدوه أية فرصة لالتقاط الأنفاس. انسحب القراصنة، وقد تملكهم الرعب من جراء هذا البحر الفسيح المكشوف، لاجئين للاختباء في متاهات الجزر والخلجان الطويلة الضيقة وعند مخارجها، حيث بنوا استحكاماتهم، ها هي الطرق البحرية. وقد أصبحت أخيرا حرة أمام السفن التي راحت تحمل الحبوب من جديد، وها هم سكان روما الذين ذاقوا مرارة الجوع، وقد باتوا ضامنين وفرة المواد الغذائية. إبان ذلك ترامت إلى أسماع بومبي إشاعات مفادها أن القراصنة قد أصابهم الذعر، وبدأت الانقسامات تشق صفوفهم، فقرر انتهاز هذه الفرصة، ليوجه إليهم ضربته القاضية، في نفس الوقت لم يفقد بومبي بصيرته النافذة، فوعد مقدما بالعفو عن كل من يعلن استسلامه دون قتال.
سرعان ما آتت هذه الخطوة ثمارها، فلم تجد الفيالق الرومانية مقاومة، اللهم سوى في كيليكيا، وقف ميتريدات، عدو روما اللدود، وقد أخذت بمجامعه الدهشة والخوف يرقب كيف يتلقى رعاياه الهزيمة تلو الأخرى، وكيف تتساقط مراكب القراصنة في أيدي أعدائه.
ثلاثة أشهر فقط بدلا من ثلاث سنوات، استطاع فيها بومبي أن يتغلب على قراصنة البحر الأبيض المتوسط. كان وقع ثمار هذا الانتصار على الرومان مذهلا، لقد تم أسر عشرين ألف قرصان عدا عشرة آلاف آخرين لقوا حتفهم في المعارك. إن هذه الأرقام لتدل دلالة واضحة في حد ذاتها على مدى ما كان عليه القراصنة من قوة. لقد تم تدمير سفنهم وقواربهم، وتم الاستيلاء على موانئ تجمعهم، كما وقع «400» من أفضل السفن في أيدي الرومان المنتصرين، وهو عدد يعادل ضعف عدد السفن التي أغرقت، أو أحرقت.
اتخذ بومبي من كيليكيا قاعدة له، بعد الانتصار الذي أحرزه ، وقام بتجربة فائقة الغرابة سعيا وراء توطيد سلطته. لقد أطلق سراح العديد من القراصنة، وأسكنهم أوروبا بعيدا عن سواحل البحر، وعلى وجه الخصوص في كيليكيا وأخايا
31
اللتين تم تدميرهما، مقدما لهم بذلك إمكانية العودة إلى الحياة الشريفة. وعلى الرغم من عودة القراصنة بعد حوالي من عشرة إلى خمسة عشر عاما إلى نشاطهم في أماكن متفرقة، فإنهم لم يعودوا أبدا إلى ما كانوا عليه من قوة ومنعة.
مغامرة يوليوس قيصر العجيبة
انقضى العام الواحد والثمانون قبل الميلاد، كانت روما في تلك الفترة تحت حكم الديكتاتور «سولا» الذي صعد إلى السلطة بعد معركة حامية الوطيس. عاش «سولا» في رعب دائم بسبب رغبته في الحفاظ على تلك السلطة، الأمر الذي دفع به إلى ملاحظة أعدائه الحقيقيين منهم والمزعومين بلا رحمة، وعلى رأس هؤلاء كان «ماري» الذي نفاه «سولا»، بعد أن دانت له الأمور خارج روما هو وأنصاره، خاصة من تميز من بينهم بالكفاءة والثروة والنفوذ. كان من بين من طردوا شاب له هيئة النبلاء، ينتسب إلى واحدة من عائلات روما الأرستقراطية صاحبة النفوذ الواسع، رأى فيه «سولا» خطرا عليه على نحو خاص؛ نظرا لما كان يتمتع به هذا الشاب من علم وموهبة فائقة، وحب للعمل، وثقافة، ومقدرة غير عادية على جذب الأصدقاء، ناهيك عما لديه من طموح لخلق مستقبل سياسي.
هل يستوجب الأمر إذن الدهشة، كون «سولا» وضع هذا النبيل الروماني بالذات على رأس قائمة من قرر نفيهم؟ لم يستسلم هذا الشاب - الذي كان يدعى يوليوس قيصر - لليأس بعد ما عرف بقرار الديكتاتور، وسرعان ما تأقلم على وضعه الجديد. وكان يرى أن من الواجب ألا يفقد المرء وقته عبثا في المنفى؛ ولهذا قرر أن يقوم بدراسة فن الخطابة، فالتحق بإحدى أفضل مدارس البلاغة التي كان يديرها في جزيرة رودوس آنذاك المحاضر أبولوني المعروف باسم مولون. وهكذا أبحر قيصر تحيطه حاشية تليق بنبيل روماني متجها صوب جزيرة رودوس.
অজানা পৃষ্ঠা