বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
وقد حاول المتهمان بكل الوسائل أن يثبتا أن الدافع الأساسي وراء أعمالهما كان لاعتبارات سياسية، وأن ما اكتسباه من شكل مادي كان أمرا جانبيا. على أن المحكمة أظهرت أن الشكل المادي بالتحديد، هو الذي لعب الدور الرئيس في هذه الحادثة. وردا على سؤال الدفاع أعلن المتهمان أنهما استمعا إلى إذاعة «أوروبا الحرة» تقول: إن اختطاف طائرات الدول الاشتراكية لا يطبق عليه القانون الجنائي في الدول الرأسمالية، وقد أوضح هذا المقطع من المحاكمة الدور التخريبي الذي لعبته إذاعة «أوروبا الحرة» في مجال خطف الطائرات.
كان لغياب التعريف الدقيق للقراصنة في القانون الدولي أثره في تصعيب التكييف القانوني للقرصنة الجوية، ناهيك عن القرصنة البحرية؛ إذ كان من العسير تعليل حوادث التمرد التي يقوم بها طاقم الطائرة أو اختطافها على يد متمردين، أو من قبل أعضاء حركات التحرر الوطني. على أنه من وقت لآخر كانت تقع أحداث شبيهة، كان يتم النظر في كل منها على حدة، وعلى نحو مختلف في كل مرة كما يحدث - على سبيل المثال - إبان اختطاف طائرات الركاب الإسرائيلية على يد الثوار الفلسطينيين.
فعندما أقلعت الطائرة «بوينج-707» التابعة لشركة الخطوط الجوية الإسرائيلية «العال» من مطار روما في طريقها إلى اللد (القريبة من تل أبيب)، لم يكن هنا ما يوحي على الإطلاق بأنها سوف تصبح في وقت قريب جدا محورا لاهتمام الراي العام العالمي. آنذاك لم يكن هناك أيضا من يعلم أن من بين ركاب الطائرة، وهم من مختلف الجنسيات، ثلاثة ركاب ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
بعد مضي خمس وعشرين دقيقة من لحظة الإقلاع، كانت الطائرة قد خرجت من المجال الجوي الإيطالي، وأصبحت تحلق فوق سطح البحر، وإذ بثلاثة من الركاب يتوجهون نحو غرفة الملاحة الجوية. توقف أحدهم - وكان مسلحا بمسدس - وأصدر أوامره لجميع الموجودين بصالون الطائرة بأن يلتزموا أماكنهم. أما طاقم الطائرة فقد ألجمتهم المفاجأة، أمر المسلحان اللذان اقتحما غرفة القيادة الطيار بتغيير خط سير الطائرة، والتوجه بها إلى الجزائر. أما الطيار الثاني الذي حاول أن يبدي مقاومة، فقد تم إسكاته بمؤخرة المسدس. أجرى مختطفو الطائرة اتصالا بمطار الجزائر، ووجهوا إليه لاسلكيا البيان التالي: «نحن فلسطينيون اختطفنا طائرة ركاب إسرائيلية، نرجو السماح لنا بالهبوط.» وطوال الرحلة امتثل الطاقم لتعليمات الثوار، أما الركاب الذين كانوا تحت الحراسة، فلم يغادروا أماكنهم، إلى أن استقرت الطائرة في مكانها في ميناء الجزائر الجوي.
بالنسبة للمسافرين الذين لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، فقد أقلتهم سيارة أتوبيس خاصة إلى المدينة، وسمح لهم في نفس اليوم بمغادرة البلاد إلى باريس، وبعد أربعة أيام تم ترحيل النساء الإسرائيليات بمن فيهن من مضيفات بالإضافة إلى الأطفال. أما الرجال الإسرائيليون البالغ عددهم اثني عشر رجلا، سبعة منهم من أفراد الطاقم والباقي من الركاب، فقد تم احتجازهم مع الطائرة في الجزائر.
فور اختطاف الطائرة الإسرائيلية أذاعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيروت بيانا جاء فيه أن هذه العملية قد قام بتنفيذها أعضاء من الجبهة من تلقاء أنفسهم، وعلى مسئوليتهم الخاصة دون علم من السلطات الجزائرية، أو أي دولة أخرى.
انتهى حادث اختطاف طائرة شركة «العال» الإسرائيلية على يد الثوار الفلسطينيين لحل وسط؛ ففي الأول من سبتمبر عام 1968م تم إعادة الطائرة إلى تل أبيب، وعلى متنها اثنا عشر مواطنا إسرائيليا كانوا محتجزين من قبل السلطات الجزائرية، وبدورها وافقت الحكومة الإسرائيلية على إطلاق سراح ستة عشر مواطنا عربيا، كانوا يقضون حكما بالسجون؛ لوجودهم غير الشرعي داخل الأراضي الإسرائيلية. أسهمت جهود وزير خارجية إيطاليا، الذي قام بدور الوسيط في المباحثات بين حكومتي إسرائيل والجزائر، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية في تسوية الحادث.
لم يكن هذا العمل هو آخر الأعمال التي قام بها الثوار الفلسطينيون، ففي الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق بتوقيت جرينتش، يوم التاسع والعشرين من أغسطس عام 1969م، غادرت الطائرة «البوينج-707» التابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية «ترانس ورلداير لاينز» مطار فيومتشينو في روما، وعلى متنها مائة وواحد راكب بخلاف طاقمها المكون من اثني عشر فردا. كان مقررا - طبقا لجدول الرحلة - أن تقلع الطائرة القادمة من الولايات المتحدة إلى تل أبيب مرورا بروما وأثينا؛ حيث كان من المنتظر أن يغادرها ثلاثة وسبعون راكبا. على أن الطائرة مرت على أثينا دون أن تهبط بها، وفي الساعة الواحدة وأربعين دقيقة ظهرا بتوقيت جرينتش، أرسل قائد الطائرة برقية قصيرة هذا نصها: «نحن في طريقنا إلى تل أبيب، لقد هوجمنا.»
بعدما هبطت الطائرة في مطار اللد بالقرب من تل أبيب، طلب قائدها من نقطة المراقبة الأرضية إرشادات الطيران إلى بيروت، لكن هذا الطلب أثار قلق السلطات الإسرائيلية. وصل إلى المطار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي كانت مهمته الاستيلاء على الطائرة من يدي مختطفيها المجهولين. حلقت في السماء القاذفات الحربية الإسرائيلية ، وأخذت تدور حول طائرة الركاب، وكانت أثناء ذلك تجري اتصالها بقائدها الكابتن كارتر، لكن الطيار دعا القاذفات للابتعاث بحجة إمكانية تعرض المسافرين لخطر الموت.
عندما اقتربت «البوينج-707» من بيروت طلب الطيار السماح له بالهبوط في مطارها المحلي، على أن طلبه قوبل بالرفض. عندئذ لم يكن أمام كارتر إلا أن يتوجه بالطائرة إلى دمشق. هناك طلب من السلطات أن تسمح له بالهبوط في المطار، الذي لم يكن في الحقيقة مستعدا لذلك استنادا إلى نفاد الوقود. وقد هبطت الطائرة وسط خطوط ممر الهبوط، وسارع الركاب - تنفيذا للأوامر - بمغادرة الطائرة تحت تهديد تفجيرها، وهو ما حدث بالفعل بعد ربع ساعة من مغادرة الجميع لها. تحطمت غرفة الطيار، وأصيبت الطائرة بتلفيات أدت بها للخروج من الخدمة إلى الأبد. أولت السلطات السورية جل عنايتها بالركاب، وخاصة أولئك الذين أصيبوا في الارتباك الذي حدث أثناء مغادرة الجميع للطائرة.
অজানা পৃষ্ঠা