বিশ্বের জলদস্যুতার ইতিহাস
تاريخ القرصنة في العالم
জনগুলি
كانت الحروب الخارجية والداخلية تمثل موردا حيويا آخر للقرصنة في الشرق الأقصى، لا يقل أهمية عن التجارة نفسها. في الفترة من عام 1280 إلى 1281م شن الإمبراطور الصيني خوبيلاي هجوما على اليابان، غير أنه مني بهزيمة منكرة، كان من نتيجتها أن فرض على سكان الدولتين حظر الاتصال فيما بينهما حتى نهاية حكم يوان (1333م). على أن التجار لم يوقفوا التبادل التجاري فيما بينهم، صارفين النظر عن هذا الخطر، الأمر الذي ساعده على ازدهار التهريب الذي كان يتحول في أحيان كثيرة إلى قرصنة، كانت سفن التهريب تنقل الأسلحة، وما إن تتيقن أن الدفاعات الساحلية في أي مكان قد أصابها الوهن، حتى تصب هجوما على المواقع السيئة التسليح على الفور، وعلى هذا النحو كان المهربون يخرقون العزلة التي فرضتها الدولة عنوة.
وقد نشبت الحرب الأهلية في اليابان في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، عندما استعان القادة العسكريون والجنود اليابانيون الذين منوا بالهزيمة من قبل بحارة مرتزقة، ثم عقدوا اتفاقا مع التجار استطاعوا بمقتضاه أن يعملوا النهب على سواحل الصين، مستغلين المناوشات العسكرية التي لم تتوقف في تلك الفترة، التي بدأت فيها شمس أسرة يوان في الأفول.
في نهاية القرن الرابع عشر تمت وحدة اليابان، ولم تؤد إعادة العلاقات التجارية مع الصين إلى وقف الهجوم على سواحلها، بل إن هذه العمليات جرى تصاعدها، فقد استطاع القراصنة اليابانيون إبان فترة النهب البحري أن يصلوا إلى شبه جزيرة الملايو نفسها وإلى جزر الهند الغربية.
على الرغم من أن اليابانيين عملوا بالقرصنة علانية، فقد بذلت أسرة مين جل جهدها لدعم العلاقات التجارية الطبيعية مع جاراتها، فأدخلت اليابان في منتصف القرن السادس عشر تطورا ملحوظا على تجارتها، ونجح الإقطاعيون اليابانيون في الحصول على حق ممارسة التجارة مع الصين، التي كانت تمثل سوقا مربحة للغاية لتصريف سلعهم، ومن أجل هذا الغرض أرسل ساكافا أودزي رئيس ضياع الإقطاع الياباني أسيكاجا أدودزي، أرسل في عام 1523م نائبه سون سوتسين إلى الصين، كذلك فعل الأمير أوتي أودزي الذي أرسل دونج شي، وقد وصل المبعوثان إلى ميناء نينبو، وعقد كلاهما عزمه للحصول لموكليهما على امتيازات للتجار مع الصين، نجح سون سوتسين في دفع رشوة للخصي الذي كان يتولى إدارة التجارة البحرية، ومن ثم بات من حقه التجارة مع الصين، عندئذ لم يكن أمام الموكل الآخر دونج شيء سوى نهب نينبو.
أقنع الوجهاء الصينيون الإمبراطور تسيز توان بحل إدارة التجارة البحرية وإغلاق الحدود، وقد ألحقت هذه الخطوة أضرارا بالغة بالاقتصاد الصيني تفوق ما جلبته عليه من فائدة، فهي لم تقض على القرصنة، وإنما أدت إلى تقويض أسس الحرف والتجارة الصينية، فبعد إغلاق الحدود البحرية للصين، انتشر التهريب على نطاق واسع، وأخذ التجار الصينيون الذين كانوا يعملون بالتجارة غير المشروعة، هم وملاك الأراضي، الذين كانوا مهتمين بأمر استيراد المنتجات الزراعية، أخذوا مرة أخرى في إقامة علاقات غير مباشرة مع التجار اليابانيين والقراصنة، وهنا قام أصحاب النفوذ وكبار الموظفين والنبلاء بدعم التجارة غير المشروعة، تدفعهم إلى ذلك مصالحهم الشخصية، الأمر الذي أدى على نحو غير مباشر إلى نمو القرصنة، وفي هذه الظروف بدا أن السلطات المحلية عاجزة تماما عن اتخاذ أي إجراءات، وليس من المستغرب أن تشوفان - قائد دفاع منطقة فوتزيان - أعلن دون مواربة: «أن الدفاع عن المناطق الساحلية ضد هجوم القراصنة الأجانب أصبح أسهل بكثير من الدفاع عنها ضد أبناء البلد أنفسهم».
كثيرا ما كان المضاربون الصينيون يأخذون البضائع من التجار اليابانيين بالأجل، ثم لا يردون لهم أثمانها فيما بعد، عندئذ لم يكن أمام المتضررين سوى أن يلجئوا لطلب المعاونة من القراصنة اليابانيين من أجل استعادة أموالهم المستحقة.
وفي عام 1547م تلقى تشوفان أمرا بدراسة الوضع في إقليم تشيتسزيان، وفي ذات الوقت قامت مائة سفينة يابانية بالهجوم على ميناء نينبو ومدينة تايتشجو الصينيتين، وقد نما إلى علم تشوفان أن ملاك سفن القراصنة من بين كبار الإقطاعيين الصينيين، فسارع بإبلاغ الإمبراطور علما بذلك، حظر تشوفان على الصينيين التعامل مع التجار اليابانيين خوفا من الموت، كما حظر عليهم الخروج إلى البحر، على أنه في الوقت الذي قام فيه تشوفان بأسر عدد من المضاربين متلبسين، قام كبار الملاك بتقديم شكاواهم عن طريق المفتش الإمبراطوري لإقليم فوتسزيان إلى السلطات المركزية، ضد إصرار تشوفان على إصداره أحكاما بالإعدام على الناس دون إذن بذلك. كان من نتيجة هذا أن نقل تشوفان إلى منصب أقل، ثم ما لبث أن انتحر في عام 1550م، بعدها لم يجرؤ أحد على منع التجارة. بأوامر رسمية، تم تدمير التحصينات الساحلية، وأخذ التهريب في الازدهار علانية، وعندما لم يجد القراصنة اليابانيون أية مقاومة، راحوا ينبهون سواحل الصين دون أن يتعرضوا لأدنى عقوبة.
وفي عام 1553م قامت شرذمة من الخونة بحث بضع مئات من السفن الحربية اليابانية على التدخل، فقامت هذه السفن بمهاجمة إقليمي تشجيتسزيان وتسزياسو، وقام اليابانيون - بعد أن توغلوا في عمق البلاد - بنهب المدن والقرى الصينية، وأعملوا القتل في سكانها. استغل اللصوص والقراصنة الصينيون هذه الفرصة، فارتدوا الملابس اليابانية، وأخذوا بدورهم في نهب السكان، وقد اتضح فيما بعد أن ثلاثين بالمائة من اللصوص فقط كانوا من اليابانيين، وفي عام 1665م تم القضاء نهائيا على القرصنة اليابانية.
وفي العشرينيات من القرن الرابع عشر استولى البرتغاليون على مقاليد التجارة في المحيط الهندي وفي عام 1516م اقتربت من شواطئ الصين سفينة الإيطالي رفايلي بيريستويلو، الذي كان يعمل ضمن الأسطول البحري الحربي البرتغالي، وعلى الفور وصل إلى كانتون سفير البرتغال، ومنذ ذلك الحين ازداد وصول الأوروبيين من تجار ومبعوثين رسميين، ثم ما لبث أن تبعهم القراصنة الأوروبيون الذين سرعان ما نالوا قصب السبق من اللصوص اليابانيين الذين كانوا يفوقونهم قسوة ووحشية. وقد أعمل البرتغاليون، بكل ما أتوا من قوة، النهب وقتل سكان السواحل الجنوبية الشرقية للصين.
تلا ظهور البرتغاليين في الصين ظهور الإسبان والهولنديين والإنجليز الذين مارسوا بدورهم النهب والقتل واغتصاب السكان الصينيين. ولا شك أن أبرز القراصنة الصينيين كان كوكسينجا الممثل الثاني لأسرة عريقة من لصوص البحر، انتقلت عبر أجيالها حرفة القرصنة، الأمر الذي لم يكن بالمناسبة يمثل ظاهرة فريدة. كان لين تشين-تسي والد كوجسينجا عاملا فقيرا، يتقاضى أجرا يوميا، واضطرته الحاجة بعد ذلك إلى أن يلتحق أجيرا في مستعمرة ماكاو البرتغالية، وهناك تمكن من ادخار مبلغ من المال استطاع بفضله أن يذهب إلى اليابان بهدف رؤية عمه، وهناك أيضا تزوج من يابانية تدعى تاجا، فأنجبت له في عام 1623م بطل قصتنا.
অজানা পৃষ্ঠা