নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
জনগুলি
3
إلى الإنكليز، فعهدت الاتفاقية إلى الجنرال كارتو بأن يصلح البروفانس
4
على قواعد الجمهورية، وأن يحث على معاقبة المتمردين والخائنين.
عندما قاد النصر هذا الجنرال إلى مرسيليا، أمر بحصار طولون، فاتجه نابوليون إليها بصفة قائد مدفعية، في ذلك العهد، وضع نبذة صغيرة تحت عنوان «عشاء بوكير»، تضمنت آراءه التي كان عليه أن يبديها بصفته مواطنا نشيطا ورجل حرب حاذقا، وكانت هذه الآراء تحتوي على نظرة في اضطرابات الشمال، وحادثة المعاهدة، أذاعت عن ضابط المدفعية البسيط تلك الحجة السامية وذلك الإدراك الصحيح اللذين أكسباه إعجاب الجمهور وهو إمبراطور.
الفصل الثاني
عندما وصل نابوليون إلى أسوار طولون وجد فرقة من المتطوعين البسلاء، إلا أنه لم يجد زعيما جديرا بقيادتهم.
كان الجنرال كارتو، وهو من أشد المتظاهرين بعظمة وجبروت لا ينطبقان على صعوبة المبادئ الجمهورية، ينطوي على جهل أكثر مما ينطوي على زهو وفخفخة، وكان فتح طولون عملا تعجز عنه قواه، غير أنه لم يكن ليعترف بذلك العجز المقنط، فكان من تلك الثقة العمياء أن أوحت إليه تلك الخطة التي حملت هذه الكلمات: «إن قائد المدفعية سيصعق طولون مدة ثلاثة أيام، أهجم في نهايتها بثلاث فرق وأستولي عليها.»
إلا أن حسن الحظ شاء أن يكون إلى جنب هذا الفنان الماهر الذي يستشعر الإيجاز في خططه، ضابط قيض له أن يكون على بسطة في العلوم العسكرية بقدر ما قدر له أن يكون في رتبة سفلى، كان هذا الضابط فتى في الرابعة والعشرين من عمره، وكان مع ما هو عليه من الضعة وخفض الجناح لا يقدر على حجب مقته للقسم الأكبر من الرجال، الذين كانت سلسلة المراتب والنظم توجب عليه أن يحترمهم كرؤساء لهم عليه واجب الإذعان، بالرغم من أن عجزهم وقصورهم كانا يهددان الجمهورية بسوء المصير، فهذا المقت الحلال، وتلك الثقة التي أكدت له أنه إنما هو فوق من حوله، كانا يشجعانه على أن يغالط رؤساءه أنفسهم، بدل أن يدعهم ينفذون من غير مخالفة مقاييس كان يراها مضرة جدا، حتى إن امرأة الجنرال كارتو لم تجد بدا من أن تقول لزوجها: «دع هذا الفتى يجري ما يراه صالحا، فهو أعرف منك بكل شيء، ألا تراه لا يسترئيك قط؟ أما المجد فهو باق لك لا ينازعك إياه أحد.»
عندما وصل نابوليون إلى المعسكر، أدرك بتلك النظرة الثاقبة التي كثيرا ما ساعدت نبوغه في ساحة الحروب، أن استرجاع طولون يتوقف على الإغارة عليها من منفذ الخليج، إلا أنه سعى طويلا مساعي خائبة حتى أتيح له أخيرا أن ينفذ فكرته، كان بين ممثلي الشعب رجل قدر له أن يكون على بسطة في الفراسة والذكاء فتوسم مستقبلا عظيما لهذا الضابط البسيط، وما عتم الأمر أن قيض لنابوليون أن ينال ما يحتاج إليه من السلطة ليحقق نجاح خططه.
অজানা পৃষ্ঠা