নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
জনগুলি
إلا أن الأم، مع احترامها للفتى وتعلقها به، لم تفكر قط بزواج ابنتها منه، ولكنها كانت تتنبأ له دائما عن مستقبل عظيم، حتى إنها كررت نبوءتها هذه وهي على فراش الموت، في حين كانت الثورة الفرنسية تتحفز للوثوب وتفتح ميدانها في وجه ذلك الضابط الفتى.
لم تكن مشاغل القلب ولا الفوز الذي أحرزه في العالم لتحول بينه وبين ممارسته دروسه المجهدة وانصبابه على حل أصعب المسائل الاقتصادية، حتى إنه نال تحت اسم مستعار، الجائزة التي وضعها مجمع ليون العلمي للجواب على هذا السؤال الذي اقترحه الأب راينال وهو: «ما هي القواعد والطرق التي يجب على الرجال أن يتعلموها ليصلوا إلى السعادة الممكنة؟»
أطلقت قنبلة الثورة الفرنسية فقابلها الشباب الراقي بالاستحسان؛ لأنها جاءت طبقا للمذاهب الفلسفية التي تشربها قبل حين، غير أن فئة من الأشراف الذين كانوا متمسكين بامتيازاتهم وألقابهم، وكان في الجندية عدد غير قليل منهم، لم يشاطروا تلك الفئة الأولى استحسانها لتلك الثورة، أما نابوليون فلم يحذ حذو الكثيرين من رفاقه الذين ذهبوا إلى الخارج ليظهروا عدم رضاهم بتجدد وطنهم، بل انخرط في سلك المحدثين قائلا لقائده: «إن الثورات إنما هي فرصة سانحة للجند الأشداء، ذوي الروح الناضج.» أجل، كان نابوليون مصيبا في قوله؛ إذ إنه لا ينبغي للمسائل العمومية أن تولج عن طريق الزهد إذا أريد أن يعمل في سبيل مستقبل الشعوب، ويجب أن لا يدفع العالم إلى الأمام بعدم التغرض، الذي هو عامل من عوامل الضعف، أجل، كان من حظ فرنسا وسعدها أن يكون بين واضعي الشرائع والجنود المخلصين لتنظيم 1789، نفوس تواقة إلى المجد، طامعة في القوة التي تسهل للنبوغ تحقيق أمانيه، وكان من سعد حظها أيضا، أن يكون بين هؤلاء الطامعين الذين لولاهم لما نالت الثورة قسطها من الحياة، جندي أهل لأن يرتفع إلى شهرة خالدة وسطوة عظيمة بما أتاه من الأعمال المجيدة لمصلحة أوروبا جمعاء.
أذعن نابوليون بوقت واحد إلى حججه وإلى القدر الذي شعر بجناحيه يحلقان فوق مجده وهو يعانق فئة الشعب بحمية وعطف، إلا أن هذه الغيرة الوطنية لم تحوله عن أن يغذي في نفسه مقته الفطري للفوضى، وأن يشهد بألم لا ألم بعده ذلك الإفراط في الثورات الذي كان يشير إلى احتضار سلطة ستعود إليه يوما.
في العشرين من شهر حزيران عام1792، بينما كان نابوليون واقفا على سطح التويلري،
2
أبصر لويس السادس عشر متعصبا بقبعة حمراء وضعها على رأسه رجل من رجال الشعب، فصرخ قائلا: «كيف تركوا السبيل لهذا النذل بالدخول إلى هنا؟ كان يجب أن يكنسوا أربع أو خمسمائة من هؤلاء برشاش المدافع!»
كان نابوليون، مع انحيازه إلى الثورة الفرنسية، متعلقا أشد التعلق بفكرة حفظ النظام ومداراة السلطة، فترك عاصمة فرنسا واتجه إلى كورسكا، وفي ذلك الوقت، كان باولي يبث دسائسه في تلك الجزيرة وفقا لمصلحة إنكلترا، فما كان من نابوليون، الذي استهجن ذلك التصرف السيئ، إلا أن حطم صنم حداثته واستلم قيادة في الحرس الشعبي وأخذ يحارب ذلك الشيخ الذي كثيرا ما جاهر باحترامه له وإعجابه به.
أحرق الإنكليز أجاكسيو ونال منزل بونابرت نصيبه من ذلك الحريق، فلم تجد عائلته بدا من النزوح إلى فرنسا والسكن في مرسيليا، أما نابوليون، فلم يقم طويلا بهذه المدينة، بل أسرع بالعودة إلى باريس التي كانت الحوادث فيها تتوالى بسرعة وشدة معلنة في كل يوم وفي كل ساعة عن أزمة جديدة.
كانت فرنسا الشمالية قد رفعت علم المعاهدة، وكانت الخيانة دفعت طولون
অজানা পৃষ্ঠা